رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

قبل حوالى عامين ومع بدايات الأدوار التمهيدية لانتخابات الرئاسة الأمريكية لم يكن هناك من يتوقع أن تنتهى هذه الانتخابات إلى اختيار قطب العقارات، ونجم تليفزيون الواقع الملياردير دونالد ترامب مرشحاً عن الحزب الجمهورى لخوض انتخابات الرياسة. فلم يكن متوقعاً أن يتفوق ترامب على عدد من نجوم السياسة الجمهوريين، خاصة أن بينهم جيب بوش وتيد كروز وماركو روبيو وغيرهم من المنغمسين فى الحياة السياسية والعالمين بدروبها وشعابها. ولكن على خلاف كل التوقعات تفوق ترامب على كل هؤلاء رغم عدم درايته وانعدام خبراته بالعمل السياسى، وربما كان هذا الجهل بالسياسة سبباً فى احتضان الجماهير لدونالد ترامب وتفوقه على منافسيه. فقد رأت فيه الجماهير إنساناً عفوياً ينطق لسانه بما يدور فى رأسه دون تحسين أو تغليف. وانساق ترامب وراء هذا النجاح الشعبوى، فانطلق لسانه بكل ما جال فى خاطره من أفكار أو خزعبلات. فتارة سيمنع كل المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وتارةً أخرى سيمنع اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط من الدخول، وفى السياق نفسه، كان قراره بتشييد جدار على طول الحدود مع المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية. ولم ينس طبعاً أن يعلن أن تكلفة بناء الجدار سوف تتحملها المكسيك. وعلى العكس من الاختيار الجمهورى جاء اختيار الحزب الديمقراطى لهيلارى كلينتون اختياراً معقولاً، فهى ابنة المؤسسة الديمقراطية ذات الخبرات الواسعة من خلال وجودها فى البيت الأبيض مع زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ومن خلال عملها كعضو فى مجلس الشيوخ وأخيراً من خلال توليها منصب وزير الخارجية. وفى الوقت الذى يعانى فيه ترامب انعدام الخبرة فإن خبرات كلينتون تجلب لها العديد من المشاكل. فقد تعرضت للهجوم بسبب تصويتها لصالح غزو العراق فى مجلس الشيوخ، كما هوجمت بضراوة بسبب استخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً أثناء عملها وزيرة للخارجية. ويجهد المتابعون للمعركة الانتخابية الأمريكية أنفسهم، حالياً، فى محاولة التنبؤ بمن سيفوز بمنصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، الجمهورى ترامب أم الديمقراطية كلينتون؟

اتخذت الحملة الانتخابية الحالية طابع الشراسة فى محاولة كل من المرشحين النيل من المرشح الآخر. وقد دأب ترامب على وصف كلينتون بالكاذبة، واتهمها هى والرئيس أوباما بإنشاء تنظيم داعش. وقد عدل بعد ذلك من موقفه، وقال إنه قال ذلك من باب السخرية. وقد ردت كلينتون على هذه الاتهامات بأن قالت إن ترامب لا يصلح للرئاسة. وقد شاركها الرئيس أوباما هذا الرأى، وشكك فى قدرات ترامب، وفى مدى الوثوق فى اطلاعه على أسرار الدولة. كما وجه ترامب الاتهام باحتمال تزوير الانتخابات لصالح هيلارى. ومع اقتراب موعد الانتخابات من المتوقع أن تزداد حدة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين. الغريب أن الأمر لم يتوقف عند حدود حملات الطرفين. فقد شكا ترامب أن الإعلام الأمريكى يناصبه العداء، كما أن التصريحات النارية التى أطلقها ترامب خلال حملته الانتخابية أغضبت العديد من الأطراف الدولية، فقد صرح الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بأن تجاوزات ترامب تثير الاشمئزاز. كما اعتبر وزير الخارجية البرازيلى خوسيه سيرا، أن فوز ترامب سيكون كابوساً، كذلك وصف وزير الخارجية الألمانى فرانك شتاينماير المرشح الجمهورى ترامب بأنه داعية للكراهية.

وقد صرح الأمين العام السابق لحلف الناتو أندرسن راسموسن، بأن انتخاب دونالد ترامب رئيساً سيكتب نهاية التحكم الأمريكى فى النظام العالمى.

ويرى الكاتب والمحلل السياسى مايكل مور، أن الملايين سوف يصوتون لمصلحة ترامب ليس لأنهم يتفقون معه، أو لأنهم يحبون تعصبه ونرجسيته بل كنوع من التهكم السوداوى على النظام السياسى برمته.

والسؤال الآن هل يكفى دافع التهكم لإيصال دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رغم ما ينطوى عليه ذلك من مخاطر. من الواضح أن حملة ترامب تعانى الآن مشاكل جوهرية بدليل إقدامه على تغيير مدير حملته فى هذا الوقت الحرج. إن القيام بأى تعديلات أساسية على سياسات ترامب قد تفقده أصوات الجماهير التى صدقته وآمنت بكل ما حوته هذه السياسات من خزعبلات.