عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

- مؤتمر بيتسبرج الطبي بأمريكا يروج للسياحة بمصر.. ويدعو وزراء السياحة والهجرة  والصحة والطيران المصريين دون أن تتحمل الدولة أي أعباء مالية

- علينا أن نكون مقنعين ومبدعين في أساليب الدعوة لجذب السياحة لمصر

قد نختلف أو نتفق ولكن دعنا نحتضن كل فرصة وكل أمل يساند مصرنا الحبيبة في استعادة قواها.. مصر العظيمة ستبقي عظيمة بأبنائها وعطائهم.. يجب أن نفكر اليوم وفي كل يوم وفي كل لحظة عن إبداعات جديدة تبعث الأمل وتنعش مصر في عسرتها..  ومهما كان العطاء صغيراً سيكون عظيماً عندما تتبناه الملايين.. واليوم سأتحدث عن عطاء المصريين بالخارج في عدة اقتراحات.. أولها هذا المقال.. عن الفكر والعطاء نحو كسر جمود السياحة.. وقد اخترت السياحة لأبدأ بها  لتقديري بأنها إكسير الحياة الذي ينعش الاقتصاد ويرد لنا الأمل في حياة الملايين.

في الوقت نفسه نحن في حاجة إلي قنوات وشرايين جديدة مع الشعوب بعد أن تصلبت شرايين الاتصال الحكومية ووضعت بها العراقيل.. تلك الشرايين الجديدة تأتي من المصريين العاملين بالخارج والذين هم خير أهل للعطاء  كما  عرفتهم قبل ومع وبعد الوزارة.. عقولهم و قلوبهم معلقة بمصر الأم، وقد كانت لهم مبادرات متعددة في الإصلاح الصحي.. ولا يخفي علينا أن كل الأجانب في جميع بلاد الدنيا.. من اليابان أو من أمريكا أو من إفريقيا تهتز قلوبهم طربا للحديث عن مصر القديمة والحضارة التي شهدتها والتي يعتبرها الجميع مهد حضارة العالم الذي هو جزء منه.

المصريون بالخارج متواجدون في كل المهن وفي كثير من المواقع المهمة، و هناك آلاف من المدن وفي كل مدينة يقام العديد من المؤتمرات.. ولو تواجدنا في بضعة آلاف من المؤتمرات ومعنا قادة السياحة لأصبحنا من أكثرالبلاد انتشارا في الاتصال المباشر، وقد يكون ذلك مؤثراً لإعادة إنعاش النشاط السياحي.. ولست خبيراً في السياحة، ولكني متأكد أن هناك بالضرورة أساليب حديثة متطورة لجذب السائح.. علينا أن نكون مقنعين ومبدعين في أساليب الدعوة لزيارة مصر.. وأنا أري مثلا أن أخاطب السائح بالقول إنك مدعو لزيارة معبد  الكرنك.. وأيضاً مدعو لتناول الغذاء مع محافظ الأقصر.. أو تناول الشاي تحت سفح الهرم مع  محافظ الجيزة.. أو هناك دعوة مقدمة  لمقابلة الدكتور زاهي حواس.. وفي المؤتمر الذي سعدت برئاسته مؤخراً تزايد عدد الحاضرين لعلمهم بأن الدكتور زاهي حواس سيحاضرهم..

تلك بعض من الأمثلة وعندما نأتي لمرحلة مؤتمرات لكبار رجال الأعمال ورجال الصناعة من الخارج ستقول له ستقابل الرئيس أو رئيس الوزراء.. نحن أمام مشروع المستقبل ليس فقط للسياحة ولكن لسياحة رجال الأعمال والعلماء والمؤسسات الكبرى لجذب المستثمرين.. مع يقيني أن رجال السياحة بمصر لديهم أفكار أعظم في طرق تحفيز السائح وجلبه لمصر..

ووضعت الفكرة للاختبار حتي لا تكون الفكرة بعيدة عن التنفيذ وتبدو كمجرد سرد نظري..

بدأت بنفسي لدراسة رد الفعل.. فأنا  رئيس المجلس الاستشاري لمؤسسة دول الشرق الأوسط ببيتسبرج وهو مركز شرفي ليس له عائد مادي.. وهناك  مجلس ادارة من كبار رجال الأعمال والمؤسسات التجارية  والصناعية والجامعات.. وعلي رأسه سيدة عظيمة عاشقة لمصر مفتونة بها ولم تبخل في الماضي عن فتح الباب لكل مقترح قد يفيد مصر..

وفي الحقيقة كانت هناك زيارتان من قبل للسفير السابق بالولايات المتحدة د. محمد توفيق والسفير الحالي ياسر رضا.. وكانا حقا مشرفين لمصر أمام جمع من رجال الأعمال في اجتماع مبهر.. و كانت هناك أيضاً مشاركة مصرية رائعة من رجال الدواء منذ أربعة أعوام تحدث فيها رجال الدواء المصريون بموضوعية ودراية.. وكم كنت أشعر بالفخر لحسن عرضهم عن الدواء المصري وطريق دخوله للعالمية.. و كان من الممكن أن يصير هذا  واقعا لو قامت الحكومة بدورها في وقته.

وقبل كتابة مقالي هذا أخذت رأي المجلس الاستشاري والتنفيذي ورئيس المؤسسة وفوجئت بترحيب شديد أن تشارك مصر في لمؤتمر السنوي الذي سيعقد في 17 أكتوبر المقبل بمدينة بيتسبرج.. وبالرغم  من أن المؤتمر عن الآفاق الجديدة للصحة إلا أنهم وافقوا علي تطوير المؤتمر ليشمل فقرات عن السياحة بمصر تستوعب فيه أيضاً اقتراحات ومبادرات مصر في هذا الصدد.. أكثر من ذلك وافق المؤتمر علي مشاركة مصر في الاحتفال المسائي بمتحف كارنيجي، حيث يقام في أعظم قاعاته عشاء يضم كل الشخصيات المهمة ورجال الأعمال ورؤساء المؤسسات الكبري ورؤساء الجامعات والمسئولين الرسميين ويلي ذلك محاضرة يدعي لها عادة شخصية كبيرة مثل هنري كيسنجر.. مادلين أولبرايت.. كولين باول وزراء الخارجية السابقين وغيرهم من الشخصيات العامة.. وذلك بحضور ما يقرب من ألفي شخص للاستماع الي المتحدث الرئيسي.. هذا وسيعد مكان في المتحف كموقع للدعاية لمصر وآفاق السياحة بها تبلغ رسومه خمسين ألف دولار لن تتحمل مصر منها شيئاً.. كما ستقوم رئيس المؤتمر بدعوة السادة وزراء السياحة والطيران المدني والهجرة والصحة بمصر رسمياً ليكونوا أيضاً ضيوف الشرف في كلمات افتتاحية لمؤتمر المؤسسة في بيتسبرج.. والباب مفتوح للاقتراحات وتطويرها..

وستكون هناك فرصة للتعرف علي مدينة بيتسبرج التي تعد الآن إحدي القلاع الصناعية والتجارية في الولايات المتحدة علي الرغم من أن تاريخها كان قاتماً.. وسبحان مغير الأحوال وهو ما يدعونا للتفاؤل لمستقبل مصر.. فكانت بيتسبرج تعوم في محيط كله تلوث من الفحم ونواتج صناعة الحديد والصلب، بالإضافة الي الصرف في الأنهار وزاد من الطين بلة الغاز الذي كان ينبعث من الأرض ليشتعل مسبباً دخانا كثيفاً في سمائها ولم يكن معلوما في ذلك الوقت أنه البترول الذي يجلب الثروات..  وقامت بعد ذلك  كثير  من الصناعات مثل البترول والألومنيوم والأدوية والزجاج وغيرها بل وتعد بيتسبرج الآن قاعدة  للصناعات التكنولوجية.. ومع الحرب الأهلية الأمريكية ازدهرت بيتسبرج اقتصاديا نظراً لزيادة الطلب علي الحديد.. وقامت المبادرات التي قضت علي البطالة والركود والتلوث.. ولكن أغنياء الحديد والثروات تركوا إرثاً ضخماً لمدينتهم بيتسبرج ليشمل العديد من الجامعات الأهلية واسعة الشهرة.. وأقام كارنيجي أغني جامعة وأكبر متحف وعديد من المكتبات العامة وغيرها  وصار للتعليم والطب شهرة واسعة في بيتسبرج.. وبها يوجد أيضاً فريق «ستيرز» الشهير لكرة القدم الأمريكية.. بالإضافة إلي مصانع هاينز للطماطم الكاتشب التي كان يملكها عن عائلته السناتور الراحل جون هاينز والذي ترك ثروة كبيرة للمواطنين في بيتسبرج وأرملته هي الآن زوجة جون كيري وزير خارجية أمريكا الحالي... كما وتشتهر المدينة بجامعتها العريقة جامعة بيتسبرج التي أنشئت عام 1787 وتتميز ببنائها المعماري الشامخ المعروف بكاتدرائية التعليم التي أقامتها جامعة بيتسبرج من 42 طابقا عام 1937 لترمز الي قدسية العلم في هذه المدينة.. هذا وقد ساعدتنا جامعة بيتسبرج بمساعدات قيمة  ضمن جامعات أخري في التدريب والتطوير لمعهد ناصر وبرامج صحة  المرأة وتدريب شباب الأطباء المصريين وكان تعاونهم رائعاً ومؤثراً وناجحاً.

أعلم أن المبادرة المقترحة خطوة واحدة علي الطريق ولكن عندي أمل كبير في أن تضاف خمسة آلاف  خطوة من المصريين بالخارج لنعيد لمصر السياحة خلال فترة وجيزة بإذن الله.. وأنا علي يقين أن هناك من المصريين بالخارج من يستطيعون أن يقدموا أكثر من هذا فهناك مؤتمرات كبيرة  تضم أعداداً تصل لعشرين ألف مشترك ومدعو أو تزيد.. هناك مصريون بالخارج في مناصب مرموقة ومراكز عديدة أتمني أن تأتي بأقوى الابداعات من أجل مصر..  ويجب أن أضيف أن المبادرات في مثل هذه التجمعات  والمؤتمرات قد تشجع الكثيرين للسياحة  مع عائلاتهم بمصر.

إن ما نعرضه هنا هو  محور  مقترح لتفعيل دور المصريين بالخارج ولكن هناك العديد من المحاور والمساهمات الأخرى وسنتحدث عنها في القريب التي يمكن أن ترد شيئاً لجميل مصر من أبناء بررة بالخارج.. وفقهم الله وحفظ  مصر.

[email protected]