عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة البداية

تمنيت كأي مصري أن يحقق لاعب الجودو إسلام الشهابي فوزاً مستحقاً علي منافسه الاسرائيلي ساسون في وزن فوق  100 كجم في أوليمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، ونظراً لحساسية المباراة كان الفوز بها مهماً، ولكنه ليس نهاية العالم كما حاول البعض أن يصور لنا  ذلك.

وأوكد أن الفوز علي اللاعب الاسرائيلي كان أهم مليون مرة من عدم  مصافحته بعد أن تغلب علي الشهابي 100/ صفر،، وان تركيز اسلام علي الطريقة التي سيتصرف بها  مع منافسه بعد انتهاء المباراة أفقدته الكثير من التركيز المطلوب والمناسب لمثل هذه المناسبات الرياضية المهمة.

وضع الشهابي نفسه تحت ضغط نفسي وعصبي ولم يكن تركيزه علي الناحية الفنية والجاهزية التي تجعله يحقق الحلم والأمل في تخطي عقبة المنافس  الاسرائيلي،  الذي أعد نفسه للمواجهة بطريقة أفضل، وركز علي تحقيق الفوز، وبعده كان جاهزاً لاحراج الشهابي بمحاولة مصافحته،  وهو يعلم أنه لن يصافحه، فكان المشهد الذي ركز عليه الاعلام المصري بأنه رفض مصافحته، ولم يتحدث أحد عن أسباب الخسارة، وأنه كان من الأفضل أن يركز علي  ضرورة تحقيق فوز يسعد الشعب المصري كله.

ومهما اختلفت الآراء، كان الأهم أن يفوز الشهابي ويكون أكثر ذكاء وايجابية حتي لو صفح المنافس الاسرائيلي أو اكتفي بالتحية الخاصة بلعبة  الجودو وهي عن بعد دون اللجوء للمصافحة.

ركز الجميع علي ما فعله اسلام الشهابي وعلي رغبته في الاعتزال بعد الخسارة، ولم يبحث أحد أسباب الخسارة من الناحية الفنية خاصة ان اللاعب الاسرائيلي ظهر بمستوي أفضل بكثير خلال المباراة.

علينا أن نعلم أن المشاركة في الأوليمبياد والمحافل الرياضية الدولية المهمة يمكن خلالها أن نواجه خصما أو فرقا اسرائيلية، وعلينا أن نكون واضحين مع أنفسنا، إما أن نضع الأمور في  حجمها الطبيعي باعتبار أنها منافسة رياضية بعيدة كل البعد عن السياسة، ونلعب ونفوز وينتهي اللقاء بشكل طبيعي، حتي لا يفقد اللاعب تركيزه، وتشتيت ذهنه وهل سيتعرض للهجوم اذا صافح منافسه بعد المباراة أم لا؟!

والطريق الآخر هو الانسحاب بشكل واضح وتحمل أي عقوبات يمكن أن تقع علينا، باعتبار انه موقف تعدي حدود المواجهة الرياضية!

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا نفكر بطريقة أحد أهم الرؤساء الذين حكموا مصر الراحل أنور السادات، الذي لقن اسرائيل درساً قاسياً لن ينسوه في 73، وخرج منتصراً ورد اعتبارنا، ثم كان أكثر ذكاء وذهب اليهم في عقر دارهم يدعوهم للسلام، والفارق كبير بين أن تصافح منافسك وأنت  منتصر عليه، أو أن ترفض مصافحته بعد أن تغلب عليك، الفوز كان أهم بكثير من التفكير في أي شيء آخر.

علينا أن نتعلم الدرس، وان نواجه أي خصم في أي محفل رياضي ونضع الفوز نصب أعيننا لأنه سيثبت للعالم كله أننا الأفضل والأجهز وألا نركز في أي أمور أخري قد تخرجنا عن التركيز في أوليمبياد يتابعها العالم كله.

انتصر أولاً.. ثم فكر في أي شيء آخر، ففي مثل هذه المواجهات الحساسة لابديل عن الفوز ولا مجال للخطأ أو الخسارة، وهذا  الهدف أهم من أن تقتصر البطولة علي عدم مصافحة  المنافس..!

[email protected]