رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لست حكيماً اقتصادياً، ولكنى مثلك مواطن عادى أشعر بما تؤول إليه الأحوال الاقتصادية من تراجع وبما تحققه أسعار السلع من قفزات هائلة وصلت فى بعضها على مدى السنوات القليلة الماضية إلى ضعفى أو ثلاثة أضعاف الأسعار القديمة.

على هذه الخلفية يمكنك أن تستوعب تصريحات الرئيس السيسى فى مناسبات متعددة مؤخراً التى يسودها تصاعد تدريجى فى النبرة بشأن الإجراءات الصعبة التى يجب أن تتخذ من أجل العبور للمستقبل. فى تقديرى أن المأزق الذى يواجه أجهزة الدولة الآن هو السيناريو الذى يتم من خلاله تسويق مثل هذه الإجراءات الصعبة التى تبدو لا مناص منها، بغض النظر عن أسباب الأزمة التى نعيشها وما إذا كانت تعود لأسباب عامة أم أخرى تتعلق بأداء النظام القائم، وإن كانت فى النهاية لا تخرج عن كونها مزيجاً ساعد على تفاقمها بعض السياسات الأخيرة المتعلقة بإدارة الموارد القومية للدولة.

من هنا يرى الكثيرون أن مجمل ما نعيشه يمكن أن يؤثر على صورة الرئيس لدى الرأى العام بما يضع شعبيته على المحك فى ضوء الصورة التى رسمها له قطاع كبير من المصريين فى الفترة الانتقالية ما بين 30 يونيو وتوليه الرئاسة بل والشهور التى أعقبت تولية الرئيس المنصب.

لقد تولى الرئيس السيسى منصبه فى ظروف بدا فيها وكأنه «المخلّص» للمصريين من الأزمات المتلاحقة التى مرت بهم على مدى سنتين من عمر الثورة مرت كأنها دهر ومن هنا تنامى لدى قطاع كبير منهم ما يوصف بثورة التوقعات المتزايدة والتى على أساسها علق الكثير من المواطنين –عن حق أو عن غير حق، عن وعى أو عن غير وعى– آمالاً برخاء اقتصادى يحققه النظام فى ظل قيادة رئيس نال من الشعبية ما لم ينلها قبله سوى عبدالناصر.

وقتها -إن لم تخنى الذاكرة- كتبت مشيراً إلى أن مصائر الشعوب لا ترسم خطاها الصور الذهنية عن القادة وإنما مسار الأمور على أرض الواقع، وأن هذا الواقع سيفرض نفسه بعد أن تروح السكرة وتأتى الفكرة. للأسف تعاطت السياسة خلال السنتين الماضيتين مع الأمور، على أصعدة عدة، بمنطق زاد الوضع الاقتصادى تأزماً، مما أدى إلى اتساع قاعدة المتحفظين على -إن لم نقل خصوم- النظام بشكل أصبحت معه تضم جميع ألوان الطيف من قطاعات مصرية بعد أن كانت تقتصر فقط على جماعة الإخوان وأنصارها المتضررة الأساسية مما حدث فى 30 يونيو وما بعدها. ولعل نظرة تأملية لمشهد خروج الجماهير فى يوم التفويض مقارنة بموقف هذه الجماهير ذاتها فى الوقت الحالى يلخص ما نود قوله على صعيد تغير الموقف الشعبي، وهو ما دعا البعض إلى التسرع بالحديث عما وصفه بانتفاضة أو ثورة ثالثة.

مؤدى ما سبق أن المصريين مدعوون لتقبل أن يسيروا على طريق الآلام، وهو الأمر الذى يؤكد السير فيه تصريحات الرئيس أمس الأول والتى راح يشير فيها إلى أنه لن يتردد ثانية فى اتخاذ القرارات الصعبة التى تردد كثيرون على مدى سنوات طويلة فى اتخاذها. وإذا وضعنا فى الاعتبار أن هذه السنوات الطويلة التى أشار اليها الرئيس هى أربعون سنة وتعود إلى عام 1977، وأن الدولة ستقدم على ما تم التراجع عنه من قبل خشية رد الفعل، لأدركنا حجم التحدى أمام النظام والمصريين سوياً.. وهو تحدى يمكن أن يمر بسلام إذا شعر المواطن بإخلاص الدولة فى التطبيق.. وتلك هى المهمة الأصعب!

[email protected]