رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حالة من الجدل العقيم والمشاعر المتناقضة، سيطرت على غالبية المصريين والعرب، بعد الهزيمة القاسية التي مُنِيَ بها إسلام الشهابي «100 ـ 0» أمام «اللاعب الإسرائيلي»، ضمن منافسات دور الـ32 لمسابقة الجودو بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في البرازيل.

  ما حدث، قسَّم الناس إلى «حمائم» و«صقور»، حيث اعتبرها البعض مجرد مباراة رياضية فقط، وأن الهزيمة الكبيرة «في إطار المنافسة» ليست نهاية المطاف، ولابد من منتصر ومهزوم، ولا مجال للتشكيك في وطنية اللاعب أو المسؤولين في اللجنة الأولمبية المصرية!

  أما الآخرون، فقد «رجموا» اللاعب، واعتبروا مجرد قبوله مواجهة «الخصم»، خيانة وتآمرًا وتواطؤًا، كما أنهم لم يفوتوا الفرصة لكي يحولوا الهزيمة المريرة بالضربة القاضية إلى «مأتم» وحفل «شماتة» للرقص على «أنقاض» الهزيمة الرياضية والأخلاقية، والتطبيع غير المبرر!

  جذبت المباراة انتباه العالم، لما لها من طابع خاص، كونها إحدى المباريات النادرة التي يقبل فيها طرف عربي مواجهة «إسرائيلي» رياضيًا، كما أن توابعها لن تهدأ قريبًا، خصوصًا أن عددًا لا يُستهان به من الرياضيين العرب المشاركين في الأولمبياد، كانوا انسحبوا من مواجهات «خصومهم» ممن يحملون الجنسية «الإسرائيلية»!

  على الجانب الآخر، لم يفوِّت «الإسرائيليون» الفرصة، كعادتهم دائمًا، واستغلوا الحدث «الرياضي» النادر، على أعلى المستويات السياسية، مسلطين الضوء على رفض اللاعب المصري مصافحة خصمه، لأنهم يرون ما حدث يؤيد وجهة نظرهم بأن «الرياضيين العرب هم الوحيدون في العالم الذين يرفضون منافسة رياضيين من دول أخرى، بسبب التطرف والكراهية والعنصرية والتحريض وانعدام الروح الرياضية»!!

  نعتقد أنه في ظل وجود منافسات دولية وقوانين منظمة للمحافل الرياضية العالمية، لن تكون مواجهة «إسلام الشهابي» الأخيرة، أمام لاعب «إسرائيلي»، حتى لو كان «اللاعب» أحد مستوطني «القدس المحتلة»، أو مقاتلًا سابقًا (ضابط برتبة نقيب) في «الجيش الإسرائيلي»، إلا إذا تم تأطير ما حدث في سياق جيوسياسي جديد يحمل رسالة ذات مغزى، تأسيسًا على «السلام الدافئ» لخلق «نظام إقليمي جديد»!

  برأينا، أن التوسع الذي يبدو «مبرمجًا» في أشكال ومساحة التطبيع مع «إسرائيل»، حتى لو تم وضعه في إطار «تشجيع وإحياء» عملية السلام «التي شبعت موتًا»، ما هو إلا «تحايل» غير مبرر على الضوابط الأخلاقية الصارمة للموقف من «الدولة العبرية»، التي كانت ولم تزل «وفقًا للعرف السياسي» دولة عنصرية، كونها حصرية فقط لليهود كجماعة أنثروبولوجية ذات انتماء ديني، أي باختصار «دولة صهيونية»!

  وحتى لا يتم اتهام النظريات العلمية والأكاديمية بـ«معاداة السامية»، يصح في ميزان التاريخ أن تبقى مصر «الرسمية» على سلامها «البارد» مع إسرائيل، ما دامت «صهيونية ـ عنصرية»، وأن تحافظ مصر «الشعبية» على تماسكها القيمي والأخلاقي القوي المقاوم لأي تطبيع، وذلك أضعف الإيمان!

[email protected]