عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

هناك فارق كبير بين وزراء هذه الأيام ووزراء الماضى.. وأقصد هنا وزراء الماضى القريب.. وزراء مبارك سواء الذين بدأوا معه أو الذين عاصروه فى سنواته الأخيرة.. وزراء مبارك كانوا رجال دولة أصحاب خبرات.. يملكون الرؤية المدعومة بالخبرة والتجربة بصرف النظر عن الاخفاقات التى حدثت نتيجة ظروف وعوامل مختلفة.. أما وزراء هذه الأيام فحدث ولا حرج أقل ما يقال عنهم أنهم مجموعة من الهواة وهذا الوصف لا يطلق إلا على العناصر الجيدة فى الحكومة.

وبالقطع ينطبق هذا على منصب رئيس الوزراء وبالتالى على السياسات التى تنتهجها الحكومة.. وكذلك طريقة إدارة دولاب العمل الحكومى.. تذكرت هذا وأنا أتابع الزيارات التى يقوم بها المهندس شريف إسماعيل إلى دواوين الوزارات.. فأنا على يقين أن الرجل فى هذه الزيارات يقلد الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق رحمه الله.. وإذا تجاوزنا هذا التقليد من حيث الشكل فإن المضمون هو الأهم.. وهذا المضمون هو الذى يكشف الفارق بين الاثنين.. فمثلا الزيارة التى قام بها المهندس شريف إسماعيل تكشف سطحية الرجل بالمقارنة بالدكتور عبيد.. فالرجل بحث فى الزيارة التى جرت منذ أيام إنشاء 200 مدرسة بالمشاركة مع القطاع الخاص لمواجهة أزمة التعليم.. ويقينى أن شيئا من هذا لن يحدث.. لا المدارس سيتم تشييدها.. ولا أزمة التعليم سيتم حلها.. وسيخرج الرجل من منصبه ونحن نتحدث عن الاثنين معا المدارس والأزمة وكيفية الوصول إلى حل.

أما الدكتور عاطف عبيد فكانت زياراته مختلفة.. فمثلا رأيه فى أزمة التعليم كان معروفا وناقشته فيه أكثر من مرة.. وقال لى أبدا لن تجدى المسكنات.. لابد من اصلاح الخلل فى المدخلات مرة واحدة دون مسكنات.. فالرجل كان يرى ضرورة توجيه جزء كبير من الميزانية لبناء العدد الكافى من المدارس لمواجهة ارتفاع الكثافة.. وكان يرى أيضًا ضرورة تطوير مناهج التعليم لتواكب التطورات العصرية وان هذا يتزامن مع اصلاح أوضاع المعلمين.. بدون هذه الحزمة مجتمعه لن يحدث التطوير ولن يتم حل الأزمة.. وسنضيع الجهد والوقت وهو ما يفعله المهندس شريف إسماعيل الآن.

لقد أخطأ رئيس الوزراء عندما نزل إلى مستوى وكلاء الوزارات وعقد العديد من الاجتماعات لتحديد المواد التى يتم إعادة الامتحان فيها بعد فضيحة تسريب امتحانات الثانوية.. رئيس الوزراء فى أى دولة يجب أن يضع السياسات والاستراتيجيات العامة ولابد أن تكون له رؤية لحل الأزمة.. ليست أزمة التعليم وحدها وإنما أزمة مصر.. لابد أن يعلم رئيس الوزراء أن الطريق واضح المعالم ولكنه يحتاج إلى شجاعة ومواجهة.. الطريق يبدأ من اليابان وسنغافورة.. الطريق يبدأ بإصلاح التعليم.. والإصلاح يبدأ بتخصيص الجزء الأكبر من ميزانية الدولة للتعليم والمضي قدما فى البناء على أسس واضحة.