عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى عمل كاريكاتيرى للفنان المبدع «عبدالله» يقوم عسكرى شرطة بالقبض على مواطن ويسلمه للضابط  قائلاً: «قفشناه مبيعملش حاجة يا باشا.. اللى بيعمل حاجة مش عارفين نقفشه» ويظهر فى عمق الصورة إرهابى داعشى يمشى مختالا بسلاحه فى أمان.

وفى مثل تلك الحالات قد يعتقد المواطن أن المقبوض عليه جاء قرار الإمساك به من قبيل عمل شبورة توهان مضللة وضجة ومنح فرصة ذهبية لإعلام الإثارة والاسترزاق الرذيل للهتاف والصراخ باسم المواطن المسكين، حتى الحصول على التورتة الإعلانية، وبعدها فليذهب المواطن ومأساته إلى الجحيم بمجرد ظهور حدوتة مسكين آخر جديد لإثارة المشاهد وشغل الميديا بأحداث شارع النوائب و كوارث درب المهالك  على حساب مصالح الوطن العليا!!

نعم، فبمجرد انتشار خبر القبض على الإعلامية «ليليان داوود» ــ الذى أثلج صدور إخوان الشر وأتباعهم ــ بينما المشهد العام لأحوال الوطن يحتشد بالعديد من الأزمات القاسية، أوجزها الرئيس السيسى فى نهاية خطابه بمناسبة الاحتفال بليلة القدر بقوله: «اعتدنا كل يوم نلاقى كارثة» فى معرض حديثه عن أفعال أهل التطرف والتشدد، لقد تم الترويج لفكرة أن التعامل مع الإعلامية اللبنانية على هذا النحو المهين إنما قد يكون لإطلاق قنبلة دخان فى سماء المشهد العام، ويتصدر أحد جوانبه المعتمة كارثة وزارة التربية والتعليم وصراخ أولياء الأمور، وهتافات فلذات أكبادهم فى مظاهرات التنديد بفساد وزارة وتقابل بعنف أمنى، وحالة لا مبالاة لوزير لم تشهد مصر عبر تاريخها الطويل مثيلا له فى عدم التفاعل المهنى أو حتى الإنسانى.. فهتف الطلاب فى مظاهرات عارمة: «يسقط كل وزير جبار.. عاوز الطالب يبقى حمار» .

إن غرابة حدوتة القبض على الست «ليليان» الإعلامية المثقفة المستنيرة، وترحيلها بمجرد انتهاء عقدها مع القناة التى كانت تطل منها بوعى بقضايا الشارع المصرى، تكمن فى غرابة القرار وتوقيته وطريقة تنفيذه بما يشى بحالة غياب الوعى بحالة الشارع، وما يمكن أن تبثه تلك الفعلة من رسائل خاطئة لكل الدنيا وبشكل مجانى ضار ...

أقول، هل تلك الحدوتة الليليانية التى أتت إلى مقدمة المشهد كما يردد بعض خبثاء الـ«فيس بوك» كانت لسحب إعلام الإثارة لمنطقة جديدة بعيدة عن حواديت الغضب من مفاجأة حدث «تيران وصنافير» والاختلاف على هويتهما كجزر سعودية أو مصرية، أو التعاطف النبيل مع «سيدة قرية الكرم» ورفض إهانتها وبشاعات إدارة الأزمة من جانب عمدة ومحافظ ونواب وبيت العيلة حتى إعلان الرئيس تقديره وتعاطفه مع المجنى عليهم.

تحية لكاتبنا الوطنى النبيل «علاء عريبى» ومقاله  «ليليان داوود» بجريدتنا الوفد الغراء ولعلامات الاستفهام الإيجابية التى طرحها.. كتب «وللأمانة لم نسمع عن ليليان أنها ممولة من دولة بعينها أو جمعية أو مركز حقوقي، كما أننا لم نعرف عنها أنها انضمت يوما لجماعة الإخوان أو جماعة أبوسياف أوجماعة بوكو حرام، أو النصرة، أو أنها كانت عضوة بارزة فى حزب الله، أو حزب البعث السورى فرع لبنان، كما لم يتواتر يوما عن ليليان أنها تحمل أجندة لقلب نظام الحكم.. ما جريمة ليليان؟، ولماذا تعامل معها النظام بهذه الفجاجة والوقاحة؟»

[email protected]