سواء كنت مؤيداً للرئيس السيسى أم معارضاً له لابد أن تصيبك الدهشة من حرصه البالغ على أن ينجز على الأرض فى لحظات ما لم ينجزه أى رئيس مصرى سابق فى سنوات إن لم يكن فى عقود.. إنه يسابق الزمن محاولاً تجاوزه متبعاً سياسة حرق المراحل وصولاً إلى الهدف مباشرة، وهو أن نرى المشروعات ماثلة أمامنا رأى العين.
مشروع توسعة قناة السويس – بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق على جدواه الاقتصادية – كان أبرز مثال على ذلك ونموذجاً لقبول التحدى على طريقة عبور خط بارليف.. بكل المعايير كان من الصعب إنجاز المشروع فى عام ولكنه تم باليوم والدقيقة والثانية. وقد امتدت حمى الرغبة من توسعة قناة السويس إلى غيرها من المشروعات.
السؤال الذى ظل يراودنى لفترة وأعترف أننى لا أجد له إجابة حتى الآن هو: لماذا يسابق الرئيس السيسى الزمن ويسعى لاختصاره؟.. هل لأنه أدرك حجم التراجع الذى حصل لمصر على مدى عقود، توجتها عقود مبارك، فيريد أن يقفز بها مرة واحدة.. معوضاً المصريين عما أصابهم من تدهور وانحدار؟.. هل لأنه وطنى مثلى ومثلك وكان يحلم بنهضة بلده فيريد أن يرى بلده فى مقدمة الأمم. وما صدق أن أمسك بالفرصة فيعمل بالتعبير الدارج بيديه وأسنانه تحقيقاً لسرعة الإنجاز.
أم أن الرئيس يريد تحقيق طفرة يلمسها المواطن المصرى خلال فترة رئاسته ثم يرحل بعد ذلك مقدماً نموذجاً للزهد فى الكرسى، وأن الرغبة فى الإنجاز تأتى حباً للبلد وليس طمعاً فى شىء.. أم أن الرئيس يريد أن تكون تلك الإنجازات جواز مروره أو «السى فى» إلى فترة رئاسة ثانية متجاوزاً بذلك فكرة قائمة فى حياتنا السياسية تقوم على أن يتولى الرئيس فترات مختلفة بمبايعات ونفاق من حوله؟.. أم أن هذه ـالرغبة في الإنجاز- صفة أصيلة فى الرئيس كشخصية عسكرية باعتبار أن الانضباط والضبط والربط من السمات العسكرية، وهو أمر يناقضه أن مبارك كان رجلاً عسكرياً ولم يكن ذلك مسلكه.
هل الرئيس يريد أن يخلد التاريخ اسمه كبانى مصر المعاصرة على غرار ما قام به محمد على وما حاول عبدالناصر القيام به بغض النظر عن بعض التحفظات على التجربتين؟
من حقك أن تثير من التحفظات ما تريد.. كالخوف من أن تذهب بعض أموال هذه المشروعات هباء مثل مشروعات سابقة، وهو كلام فيه جدل ولغط كثير خاصة بشأن مشروع مثل توسعة قناة السويس؟.. من حقك الإشارة إلى أن السرعة فى الإنجاز لا تعنى بالضرورة الجودة وأن ذلك قد يؤثر على مستوى كفاءة وأداء تلك المشروعات وهو أمر وارد.. من حقك التحفظ بأن ذلك يكبدنا مبالغ طائلة فى وقت بالغ المحدودية وهو ما قد يكون له تأثيرات مالية سلبية؟.. من حقك أن تبدى تخوفك من أن ذلك قد يدخلنا فى دوامة من القروض الخارجية المكبلة للاقتصاد القومى فى مشروعات عائدها قذ يتحقق على المدى الطويل وليس القصير؟.. غير أن ذلك لا ينفى بأى حال أن هناك أسلوباً جديداً فى إدارة حياة المصريين.
هل لديك آراء أخرى؟.. أكمل.