رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تلقيت اتصالات مختلفة الأسبوع الماضى تعليقا على مقالى حول رجل الأعمال صلاح دياب بخصوص ما رأيته اعتذارا منه بشأن السياسات التحريرية للمصرى اليوم. تركز جانب من التعليقات على انتقاد ما رآه أصدقاء دفاعا عن صلاح دياب، فيما امتدح آخرون موقفى باعتباره محاولة موضوعية فى النظر للأمر رغم إشارتى للاختلاف مع توجه دياب فى مقاله المشار إليه. غير أن أغرب اتصال تلقيته كان من صلاح دياب نفسه والذى بدا عاتبا على ما رآه «مغالطات» عديدة أوردتها فى المقال بشأن شخصه. وبغض النظر عن مضمون ما كتبت، فإننى لم أملك سوى أن أسمع له لكى يعبر عما يراه هو توضيحا لما قد يكون فى كلماتى من تجاوز.

راح الرجل ينفى عن نفسه ما أشرت إليه من النظر إليه باعتباره من رجال أعمال مبارك مشيرا إلى أنه ظلم كثيرا خلال تلك الفترة ولم يتراجع هذا الظلم سوى جزئيا عام 2008، كما نفى الرجل أن يكون الهجوم الذى تعرضت له فيلته جزءا من أحداث الثورة، مشيرا إلى أنها لم تكن سوى محاولات ابتزاز على خلفيات لا مجال للحديث فيها. كان من بين النقاط التى حرص على توضيحها أن «المصرى اليوم» ليست «مشروع بيزنس» كما أشرت وإنما يأتى إنشاؤها على خلفية إنسانية كان صديقنا الراحل الأستاذ مجدى مهنا محورها.

أما بالنسبة للقضية الأهم المتعلقة بالخط التحريرى للجريدة فقد راح دياب يدافع عن موقفه دفاع الخبير العليم ببواطن الأمور الصحفية، رأيت فى كلامه قدرا كبيرا من الوجاهة، والقائم على فكرة أن الخبر ملك للقارئ والرأى ملك لكاتبه، وأنه على هذا الأساس يأتى موقفه الرافض لتلوين مضمون الأخبار، وإن لم يشف ذلك غليلى.

رغم الصورة التى كنت أرسمها لصلاح دياب كرجل أعمال «قوى»، بدا لى الرجل يشعر بألم ومرارة بحجم المسافة بين موقع مكالمته بالقاهرة وموقع سكنى بأكتوبر، مما جرى معه – وله كل الحق – فى القضية التى يمكن وصفها بقضية «الكلابشات». انتابتنى حالة من تأنيب الضمير على أن يشعر بتجاوز «قد يكون» صدر منى فيما كتبت الأسبوع الماضى، حينما عرض لى دوره الكبير فى الاقتصاد المصرى. وإذا كان عمل الخير أمرا بين العبد وربه، فإننى لا أزيد وأقول أنه بدا لى من حديثه المستفيض فى هذه النقطة وكأنه ملاك من السماء. المفاجأة التى لم أتصورها ما وصل إليه إحساسى من تنامى مساحة الشعور الدينى العالى لدى الرجل، وهو أمر ليس لى الحق فى الخوض فيه. ما دهشت له هو استياء دياب من وصف سلوكه بـ «البراجماتية» والتى بدا أنها تحمل من وجهة نظره مضمونا سلبيا، فى حين أنها غير ذلك تماما، ويبدو أننا أضفنا لها بعض ما ليس فيها عما هو قائم فى موطنها الأصلى فى سياق المجتمع الغربى.

ليس المجال هنا للدفاع أو الاعتذار وإنما للتوضيح.. فهذا حق لصاحب الشأن الذى تركت لقلمى العنان لتناول أمر يخصه. أما موقفى فقد عبرت عنه، والقارئ هو الحكم النهائى.. وذلك انعكاس لحرية الرأى.. القيمة الكبرى.. التى ينشدها دياب أو أى كاتب.

[email protected] com