رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا أعرف صلاح دياب، ولا أتصور أن الظروف يمكن أن تدفعه أو تدفعنى لنكون فى طريق واحد، ولذلك أرجو ألا تأخذ هذه السطور على أنها دفاع عنه وإنما هى محاولة لتفهم موقفه ووضعه فى الساحة المصرية والمشهد السياسى فى القلب من هذه الساحة. أقر بأننى انتابتنى، فى حدود معرفتى باسم صلاح دياب مشاعر متباينة تجاهه.. فقد تم تقديمه فى فترة من الفترات على أنه أحد رعاة المصالح الأمريكية فى مصر، ورائد من رواد التطبيع مع إسرائيل، وأحد رجالات نظام مبارك الذى فتح المجال لمثل هذه النوعية من رجال الأعمال. جعلني ذلك «أكش» منه ويحتل صورة سلبية في ذهني.. تعزز لذى هذا التصور حينما تم مهاجمة فيلته بعد ثورة يناير ومحاولة الاعتداء عليه من قبل المواطنين في سياق حالة الفوضى التي ضربت مصر آنذاك باعتباره فى منظور البعض من رموز «الرأسمالية المتوحشة»!

ولذلك كله لم تكن لدى أوهام أعلقها على الرجل عندما أقدم على إنشاء مؤسسة صحفية استطاعت خلال سنوات أن تكون من بين المؤسسات الأكثر رسوخا والتي حركت المشهد الصحفي في مصر، على نحو ذكرني بذات الأثر الذى عكسته تجربة  جريدة الوفد فى بدايات صدورها. لم يرد على بالى أن هناك أى شيء مما يمكن وصفه بنضال سياسي يأتى على رأس أهداف هذه المؤسسة، وإنما هى مشروع «بيزنس» كغيره من المشاريع، وتصورت أن إثراء المشهد السياسى لو تحقق فإنه سيأتى ضمنا فى سياق المشروع الأكبر للمؤسسة. عزز ذلك أيضا  بعض الاتهامات التى راجت آنذاك بأن المؤسسة الجديدة تأتى ضمن توجه للولايات المتحدة لدعم أوضاع الصحافة المصرية فى اتجاه محدد يخدم المشروع الأمريكي الذى تصاعد الحديث عنه فى بدايات الألفية الثالثة بشأن تغيير الشرق الأوسط.

تختلف أو تتفق مع المؤسسة الصحفية التى أنشأها دياب، لا يمكنك بأى حال إنكار أنها مثلت جزءا حيويا وأساسيا فى مسار الصحافة المصرية، وستحتل موقعا بارزا فى أى عملية تأريخ لها. لا أدعى المعرفة بالأسرار لكن بدا لى أن «قرصة الأذن» التى تمثلت فى القبض على دياب ومحاولة تجريسه بتصويره بالكلابشات كانت جزءا من معركة مع النظام .. على خلفيات لا علم لى بها لكن ما ليس لدى شك فيه أن مؤسسته الصحفية وتوجهاتها تقع فى القلب منها. ولكن لأن الرجل «تقيل»، والاتهامات خائبة كان ما كان من الإفراج عنه. لا أخفى أننى تعاطفت مع دياب فى أزمته تلك كما لم أتعاطف مع أحد من قبل، رغم أنه لم يعدم الأقلام التى دافعت عنه وبدا بعضها دفاعا بالغ الفجاجة!

ولذلك لم يهزنى او يفاجئني كثيرا موقف صلاح دياب الأخير وما كتبه فى الصفحة الأولى من جريدته ورأيت فيه نوعا مما يمكن وصفه بالبراجماتية  التى تحاول أن تلتمس طريقا للتعقل وسط أمواج عاتية تواجهها من كل حدب وصوب. فأحيانا يكون مما ليس منه بد، وقد كان.. فأبدى الرجل الندم على «غلطته».. وهو أمر يبدو بالغ المنطقية، خاصة أنه لم يدع يوما أن السياسة هى قبلته، وإنما المصالح! هل أخطأ أم أصاب؟ المسألة تتوقف على الزاوية التى تنظر منها لموقفه!

[email protected]