عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ستظل ثورة عام 1919 علامة خالدة في تاريخ النضال المصري ضد الاحتلال ونقطة فاصلة في تحرير المنطقة العربية من الاحتلال البريطاني والفرنسي والإيطالي من خلال ثورة الشعب المصري بكل فئاته ضد الاحتلال والتجمع خلف زعيم وطني استطاع ان يحظى بثقة الشعب من خلال مواقفة الوطنية والثورية ضد الاحتلال البريطاني وهو سعد زغلول باشا الذي تتلمذ علي يد المصلح الديني الشيخ الإمام محمد عبده فشب بين يديه كاتبا خطيبا أديبا سياسيا وطنيا اذ كان صديقا له رغم السنوات التي كانت تفصل بينهما في العمر .

خاض سعد زغلول غمار الحياة السياسية في ظروف بالغة التعقيد حيث كان الاحتلال البريطاني يسيطر علي مفاصل الدولة المصرية من القصر مرورا بالأمن والاقتصاد وصولا الي كل تفاصيل الحياة اليومية في الشارع المصري ورغم ذلك لم يتردد زعيم الامة سعد زغلول من قبول نداء الشعب لقيادة ثورة عام 1919م التي شكلت النقطة الأساسية لاستقلال مصر وكتابة الدستور المصري الذي يعتبر احد اهم الدساتير في تاريخ مصر حيث أسس لقيام دولة مستقلة قائمة علي المساواة بين جميع المواطنين ورغم مرور ما يقرب من مائة عام من الزمان علي كتابة هذا الدستور الا انه مازال الدستور الأهم في التاريخ المصري حيث اعتمد كتاب الدساتير بعد ذلك علي مواده الأساسية لصياغة الدساتير . 

ولم يقتصر نجاح سعد زغلول علي قيادة ثورة 1919م فقط بل نجح أيضا في اكتساب ثقة المصريين من خلال الفوز الكاسح في انتخابات البرلمان عام 1924م  ليقوم بتشكيل الحكومة وقد سبق ذلك تشكيل الوفد المصري عام 1923م وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام ١٩٢٧م وانتخب سعد رئسيا لمجلس النواب حتي وفاته عام 1927م وهي اغلبية حافظ عليها حزب الوفد حتي قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م وحل الأحزاب السياسية حيث استطاع مصطفي النحاس باشا  الحفاظ علي شعبية الوفد بعد وفاة سعد باشا زغلول عام 1927م ومازال حزب الوفد يحظى بمكانة خاصة بين ملايين المصريين بفضل الانتصارات التاريخية التي حققها حزب الوفد للشعب المصري من خلال الزعامات التاريخية للحزب < سعد="" زغلول="" باشا="" -="" مصطفي="" النحاس="" باشا=""> وفؤاد سراج الدين باشا اصغر وزير داخلية في تاريخ مصر ومؤسس حزب الوفد الجديد في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ليكون احد اهم الأحزاب المؤثرة علي الساحة السياسية خلال الأربعة عقود الأخيرة . 

ورغم اختلاف الظروف والأسباب التي أدت الي قيام ثورة 1919م وثورة 30 يونيو عام 2013م الا ان هناك عدد من الروابط المشتركة بين الثورتين حيث أدت ثورة 1919م الي تحرير مصر من الاحتلال البريطاني وكتابة دستور مدني للدولة المصرية كما انها كانت نقطة الانطلاق لتحرير المنطقة العربية من الاستعمار وبالمثل أدت ثورة الثلاثين من يونيو الي تحرير مصر من جماعة الاخوان الإرهابية التي كانت تطمح في السيطرة علي المنطقة العربية من خلال حكم مصر وتنفيذ المخطط  الغربي لتقسيم البلاد العربية واثارة النعرات الطائفية والحروب الاهلية من خلال جماعة الاخوان الإرهابية .

ومما لاشك فيه ان اهم نقاط الالتقاء بين ثورتي 1919م و30 يونيو التفاف الجماهير حول زعامة وطنية قادرة علي قيادة المعركة حيث تجمع  ملايين المصريين حول زعامة المشير عبد الفتاح السيسي في ثورة 30 يونيو مثل التفافهم حول زعامة سعد زغلول باشا في ثورة 1919م وبكل تأكيد وجود زعامة تتجمع حولها الجماهير سبب أساسي في نجاح الثورتين وهو عكس ما حدث في ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011م مما ادي الي قفز جماعة الاخوان الإرهابية عليها .

ونجاح السيسي في التصدي لجماعة الاخوان الإرهابية من خلال استجابة الجيش لنداء الشعب لحماية الجماهير خلال ثورة الثلاثين من يونيو ادي الي فوز السيسي بثقة ملايين الشعب المصري الذي طالبته بالترشح لرئاسة الجمهورية التي فاز فيها بالأغلبية العظمي من أصوات ملايين المصريين ليبدا معركة جديدة يقود فيها مصر الي المستقبل من خلال بناء الاقتصاد الذي تم تدميره خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعته ومحاربة الإرهاب وعودة الامن الي الشارع المصري وتشجيع المستثمر المصري والعربي والاجنبي علي الاستثمار في مصر وهي معارك حاسمة لعبور مصر الي المستقبل يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمهارة كبيرة .

أخيرا ... حققت ثورة 1919م بقيادة زعيم الامة سعد زغلول باشا نجاحات تاريخية أسست لمصر الحديثة لذلك مازالت تعيش في وجدان المواطن المصري رغم مرور ما يقرب من مائة عام  وحققت ثورة 30 يونيو انتصار حاسم علي جماعة الاخوان الإرهابية ليقود الرئيس عبد الفتاح السيسي مصر في مرحلة تاريخية من اهم مراحلها عبر التاريخ الي المستقبل الواعد بأذن الله .

[email protected]