رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

كان متكئا على فراشه كعادته ساعة العصارى، فى يده راديو «ترانزستور» أحدث صرعات هذا الزمن، يصدح منه صوت قوى لسيدة بكلمات صعبة، وسألته فى استهجان «إيه ده اللى بتسمعه» فإذا به يفاجئنى «انتى مش عارفة أم كلثوم يا جاهلة تعالى جنبى واسمعى»، كانت أغنية «الأطلال»، وشرح لى أبى «رحمه الله» كل كلماتها الصعبة علىَّ أنا ابنة العاشرة، ومن يومها عشقت أم كلثوم والقصائد الصعبة التى غنتها، كما عشقت القراءة وقد ورثت عشقها عن أبى حامل شهادة الثقافة القديمة، والذى كان يقرأ أمهات الكتب التى تضج بها مكتبة البيت العتيقة، وكان يعيننى فى فهم الكلمات والمعانى الصعبة.

 أتذكر ذلك وأنا أتابع أبناء الجيل، وثقافتهم الـ «تيك أواى» المسطحة، فإذا ما سألت أحدهم عن معلومة، أسرع للكمبيوتر أو لهاتفه، وفى لحظات يخرج المعلومة من جوجل، وإذا سألته عن نفس المعلومة فى اليوم التالى، سيتصرف نفس تصرف الأمس لأنه نسى ان يحفظ المعلومة بذاكرته، شأنه شأن ما يفعله مع مواد الدراسة والتى مايؤدى امتحانها، حتى يتخلص من الكتب ويلقى معها كل المعلومات التى «صمها» طيلة العام.

وتحضرنى زيارة قمت بها لحديقة حلوان ومكتبتها، حيث أسعدتنى السيدة أميمة أمينة المكتبة بما تقوم به من انشطة فنية وثقافية من خلال المكتبة لجذب الأطفال وتحبيبهم فى القراءة، وكيف تقيم حلقات من القراءة للأطفال الوافدين إليها بجانب التيسيرات التى تقدمها المكتبة لاستعارة الكتب، ودار بيننا حديث قصير عميق حول أهمية القراءة لتثقيف أبنائنا، وفكرة الكتاب الالكترونى التى باتت شعوب العالم المتقدم تستخدمها، تماشيا مع التقدم التقنى.. لأن عقلاً فارغاً بلا معلومات، مؤكد يسهل استغلاله وغسله بالافراط والتطرف فى الدين أو التفريط الدينى والأخلاقى فيقود صاحبه إلى دمار نفسه وبلده، من هنا مطلوب مشروع ثقافى قومى لتثقيف أبنائنا وانقاذهم من ثقافة «تيك» وتفعيل فكرة الكتاب الالكترونى.