رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

كان المهندس إبراهيم محلب رئيس وزراء فريدا من نوعه.. ليس هذا من قبيل المديح أو الذم .. ولكن الرجل فعلا كان نموذجا فريدا لم نعهده من قبل .. عاصرت رؤساء الحكومات منذ حكومة الجنزوري الأولي عام 96 وحتي حكومته الأخيرة عام 2012 كمحرر لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد ،واقتربت من معظم رؤساء الحكومات في تلك الفترة باستثناء عصام شرف وهشام قنديل..لأنني كنت علي قناعة بأن كليهما لا يصلح لهذا المنصب وأن قدرات ومؤهلات كل منهما لاترقي به لأكثر من رئيس حي.. باستثناء ذلك كان منصب رئيس الوزراء يعني الكثير ، وترك كل من شغله في هذه الفترة بصمة.. حتي الدكتور أحمد نظيف الذي أعتبره أقل كفاءة من الذين سبقوه .. إلا أنه حقق أعلي معدل نمو في عهد الرئيس مبارك حيث تخطي وقتها حاجز الـ٦%.. صحيح أن المجموع الاقتصادية وقتها كانت تضم كفاءات يصعب تكرارها خاصة الثلاثي محمود محيي الدين ويوسف بطرس ورشيد محمد رشيد.. إلا أن النجاح في النهاية يحسب للحكومه ورئيسها .

أما المهندس إبراهيم محلب فكان يتصور نفسه وزيرا للتنمية المحلية أو وزيرا للمتابعه وليس رئيسا للوزراء ..كان الرجل يقوم بجولات بمناسب وبدون مناسبة.. كان يفتتح أي شئ وكل شئ ،ويزور المواقع بصرف النظر عن أهميتها ، ويحضر الحفلات والمهرجانات حتي حفلات الصحف ووسائل الإعلام .

كان حريصا علي الظهور الإعلامي ..عندما تفتح أي قناة فضائية تجد محلب ، وعندما تستمع إلي الراديو تسمع صوت محلب ، وعندما تقرأ الصحف تجد الرجل يتصدر عناوين الصفحة الأولي والصفحات الداخلية.. باختصار كان محلب وزير متابعة ميدانية، وكان الإعلام شغله الشاغل وحول مقر مجلس الوزراء إلي إدارة للتلميع الورنيشي.

وعندما جاء المهندس شريف إسماعيل اختلفت الصورة.. ظهر من اللحظة الأولي أن الرجل يدرك الدور الحقيقي لرئيس الوزراء وهو كما تعلمته من الدكتور كمال الجنزوري والمرحوم عاطف عبيد رسم السياسات علي «ترابيزة» الاجتماعات ، وبعدها تأتي الجولات والزيارات الميدانية ولكن بحساب ..أما الافتتاحات والاحتفالات والمهرجانات فلها بروتوكول وقواعد تحكمها ويجب أن تكون في إطار يحافظ علي هيبة رئيس الوزراء - الشخص والمنصب - وبدا أن رئيس الوزراء الجديد يسير علي نفس الخطي..  ولكن كانت الصورة مرتبكة غير واضحة المعالم حتي ظهرت أيد خفية في مجلس الوزراء أعادت رسم الصورة بإضافات تجمع بين الحداثة ومواكبة التطورات وبين الخبرة والتجربة التي تراكمت بفعل السنين .

شاهدنا رئيس الوزراء وهو يجري حوارات بردود جريئة علي شاشة الفضائيات، ويدلي بتصريحات صحفية تحمل رسائل موجهة، وعاد الكتاب ورؤساء تحرير الصحف إلي قاعات مجلس الوزراء يحاورون رئيس الحكومه في مختلف القضايا ، وفتح رئيس الوزراء ذراعيه لأعضاء البرلمان وجلس مع نواب كل محافظة علي حدة، وأعاد إلي الأذهان لقاءات عبيد ونظيف التي ساهمت في ضبط الإيقاع بين الحكومة والبرلمان في تلك الفترة.

وعندما سألت عن تلك الأيدي الخفية التي أزالت الرتوش وتعمل في صمت عرفت أنه تامر عوف ابن مجلس الوزراء الذي التحق بالعمل  في المجلس أيام المرحوم عاطف صدقي قادما من أحد الأجهزة الرقابية الهامة، واكتشفه الدكتور كمال الجنزوري وكان مقربا منه ، ثم اقترب من المرحوم عاطف عبيد خاصه في سفرياته الخارجية لأنه يجيد 5 لغات ودبلوماسي موهوب ، ثم أصبح مستشارا سياسيا للدكتور أحمد نظيف .

قال لي حكيم الوفد المرحوم الدكتور محمد علي شتا نائب رئيس حزب الوفد الأسبق إن القيادي الناجح هو الذي يحسن اختيار معاونيه ، وهو الذي يدير عن طريق الآخرين ..وإذا كان الدكتور شريف إسماعيل قد نجح في اختياره لتامر عوف فإن الأمر يتطلب توسيع الدائرة والاستعانة بكفاءات في المواقع الهامة بالوزارات تضيف إلي المنصب الذي تشغله لا أن تأخذ منه حتي تنصلح الأحوال .