رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

«هنا في مصر ولد الضمير» قالها جيمس هنري بريستد في كتابه «فجر الضمير».... والآن وفي مصر بل وفي منطقتنا العربية كلها نعيش للأسف مناخاً ينحو بنا إلى منعطف ينأى بنا بعيداً عن القيم الإيجابية التي يجب أن تكون هي الأعلى والأهم لتحقيق التقدم لبشر لازالت ضمائرهم تنبض يقظة لإعمال قيم الخير والحب والسلام والجمال.. وبات مثقفونا وقادة الفكر الأفذاذ أمام حائط فاصل يعانون خلفه صعوبة فهم لوغاريتمات الناموس القيمي المطروح (إذا جاز أن نسميها قيماً) الذي يمارس بمقتضاها الناس في منطقتنا أفعالهم المُستهجنة وكأنها من مُسلمات وبديهيات العصر في التعامل اليومي.. بؤدونها في سلاسة وانسيابية وتدفق دونما إحساس بالذنب أو تأنيب للضمير!!

ولعل الممارسات الإعلامية والثقافية عبر كل الوسائط المتاحة خير مرآة لما يحدث، وأفضل شاهد لانعكاس الواقع الردئ عليه، وكان ينبغي التعامل مع قضايا الواقع بصدق وشفافية دونما تزييف أو دغدغة وتخدير لإرادة الناس، أو تملق جهل الأميين أبجدياً وثقافياً ومعرفياً من متلقي الخدمات الإعلامية والإبداعات الدرامية.. وحتى لا ندعم وجود نماذج للبلاهة والتراجع الحضاري..

وكان لابد البعد عن الحلول الجاهزة التوافيقية التي تنتشر على سبيل المثال في دراما اليوم تكريساً للفكر النمطي غير المبدع والتي تتسم بالللا موضوعية واللا إيجابية في التعامل مع الأحداث والمفردات الحياتية..

وكان لابد من تنوع أشكال الخطاب الإعلامي والفني الذي تبثه المادة الدرامية ودعمها بمادة ترقى بفكر المشاهد.. في حرص على عدم تهميش أدوار البسطاء وإزدراء أحلامهم والمبادرة إلى دعوتهم للمجالسة والمشاركة ..والوعي بخطورة المادة الدرامية، وآثارها المجتمعية والإنسانية والثقافية، وأهمية التوقف عند إجادة التعبير عن التفاصيل مهما كانت بسيطة لأنها في النهاية تسهم وبشكل هائل في صياغة الرأي العام تجاه القضايا الملحة..

من منا يمكن أن ينسى المعارك التنافسية بين صفوت الشريف وفاروق حسني على كسب ود الرئيس، وكيف عرقل «الشريف» ظهور الأنشطة الثقافية حتى عبر القناة الثقافية، ولم يوافق أن تشرف وزارة «حسني» عليها، أو الموافقة على أن تكون للوزارة « قناة تليفزيونية» خاصة بها، واختار لرئاستها أحد رموز الوزارة الجاهز لتلبية شروط مخططاتها، ومن أغرب النوادر أن يختص «الشريف» تلك القناة بإذاعة « قداس كل أحد «دونما باقي القنوات فيتأكد المتابعون أنها القناة الأقل مشاهدة، بعد أن استقر في الأذهان حدوتة تخصيص الوسائط الإعلامية الأقل متابعة لخدمات المواطن المسيحي المحدودة جداَ وأن تكون مسجلة، وكان «الشريف» ومن جاء قبله قد أتم اعتماد المحطة الإذاعية الأقل متابعة ووضوحاَ وجودة لتلك الخدمة، قبل أن يتم اتخاذ قرار البث التليفزيوني!!!

أما، وقد تم إلغاء وزارة الإعلام وتقلد إدارة وزارة الثقافة أحد رموزها المستنيرة الكاتب حلمي النمنم، فلعل أمر تلك القناة التي كان تقصيرها الواضح في متابعة الفعاليات الثقافية الهامة، فضلاً عن دور وزارة الثقافة المأمول في دعم الخطاب التنويري قد غيب ظهور وتقديم أصحاب المواهب والتي يشارك فيها شباب المحافظات عبر برامج أنشطة قصور الثقافة والمكتبات والمسارح ودور السنيما ومعارض الفنون التشكيلية والعروض المركزية بدار الاوبرا المصرية وغيرها.. وعليه الأمل معقود أن تكون البداية بتعاون منظم وفاعل لمؤسسات تلك الوزارة وأجهزة الإعلام والتربية والتعليم والشباب والرياصة، لدعم برامج التوعية الثقافية والعلمية والاجتماعية...

مطلوب إعادة التخطيط لتطوير وتفعيل تلك القناة وتزويدها بكوادر تعي دور المنظومة الثقافية والإعلامية بعد المعاناة من تراجع حال الخطاب الديني والتنويري للتعامل مع الآثار الوخيمة و البالية لممارسات جماعات الشر والإرهاب وفتاواهم ومخططاتهم التي عانى من ويلاتها كل أبناء الوطن وشكل خطورة على حالة السلام الاجتماعي والأمني العام بين الناس..

ولا شك أن هناك كوادر إعلامية ممتازة في التليفزيون المصري يمكن الاختيار فيما بينهم لإدارة أو لإعداد وتقديم برامج ثقافية تحقق أهداف وسبب وجودها، ولعل الإعلامية الشابة «باسنت حسن» في مقدمة هؤلاء بعد أن قدمت في الفترة الأخيرة نماذج ناجحة للبرامج الثقافية عبر خريطة القناة الفضائية المصرية.. مثل «كلام جرئ» و «ستوديو الثقافة» و» مثير للجدل».. لقد نابعت لها حلقات في الفترة الأخيرة التقت عبرها مع أهل الرأي والفكر والثقافة والتنوير.. منهم على سبيل المثال «الدكتور صلاح فضل» عقب فوزه بجائزة كبرى في مجال الأدب والنقد، وعبر حوار رائع أدارته المذيعة لصالح المتلقي المتابع لبرامجها قدم الضيف رؤية متكاملة لتطوير العمل الثقافي والتنويري ببساطة و بقراءة واقعية رائعة لواقع حال البلاد و العباد... أيضاً الكاتب الصحفي الرائع «سيد محمود» رئيس تحرير جريدة «القاهرة» يقدم حكاية نجاح رائعة لتقديم صورة مشرفة لوزارة الثقافة على صفخاتها باعتبار الجريدة لسان حال الوزارة...

[email protected]