رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

لم يستوعب حكام إيران درس عاصفة الحزم،واستمروا فى سياساتهم القديمة تجاه المملكة معتبرين أن العاصفة هى حدث طارئ و أن ملك اليوم هو امتداد لملك الأمس، وما كان منهم إلا أن أقاموا الدنيا بسبب إعدام رجل دين شيعى سعودي، وبلغت بهم العربدة والهمجية بأن أحرقوا المنشآت الدبلوماسية السعودية.. السفارة والقنصلية معا.

فوجئ حكام إيران أنهم أمام ملك مختلف لم تكن عاصفة الحزم مجرد حدث طارئ بالنسبة له ولكنها بداية لاستراتيجية جديدة تتسم بالحسم وترسم ملامح الحكم فى المملكة خلال الفترة القادمة.. فوجئ حكام إيران بأنهم أمام ملك ولد فى بيت حكم ومارس السلطة ما يقرب من نصف قرن قبل أن يصبح ملكا.. فند الملك سلمان ومعه أركان الحكم فى المملكة المزاعم الإيرانية حول إعدام رجل الدين الشيعى نمر النمر وكشفوا حقيقته بدءاً من دعوته إلى نقض البيعة وإسقاط نظام الحكم وانتهاءً بالدعوة إلى إقامة دولة شيعية مستقلة على جزء من الأراضى السعودية والبحرينية.. هذا بخلاف قيامه بالتحريض على استهداف منشآت الجيش وقتل رجال الشرطة.

هل كان مطلوبا من الملك سلمان أن يتغاضى عن إعدام نمر النمر الذى اعترف بهذه الجرائم وأدانته أعلى محكمة فى السعودية لمجرد صدور تهديدات إيرانية تحذر من الاقتراب منه؟ لقد فعل الملك سلمان ما توقعه شعبه وحافظ على هيبة الدولة التى كانت على المحك.. ليس هذا فحسب بل اتخذ قرارا فوريا بقطع العلاقات الدبلوماسية بعد الاعتداءات الإيرانية على السفارة والقنصلية ،وخاض حربا دبلوماسية مع الإيرانيين لم يعهدها حكام الملالى من قبل أسفرت عن سقوط إيرانى مدوٍ. 

تعجب البعض من وقوع مواجهة سعودية إيرانية من هذا النوع فى فترة حكم خاتمى وهو رئيس إيرانى إصلاحى وعدم وقوعها فى فترة أحمدى نجاد وهو رئيس متشدد.. وفى اعتقادى أن الأمر لا يتعلق بالرئيس الإيرانى وأن الذى تغير فى المعادلة هو ملك السعودية خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار أن السياسة الخارجية الإيرانية لا دخل لرئيس الدولة فيها وأن الذى يحددها هو مرشد الثورة. 

وضع الملك سلمان إيران فى مرمى النيران ووجه قذائفه الثقيلة فى مجلس الأمن ومارس حصارا دبلوماسيا على إيران من خلال جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي،وانتفضت دول الخليج لتتخذ إجراءات دبلوماسية متشددة ضد طهران وامتد الحصار إلى افريقيا حيث السودان والصومال وجيبوتى التي قطعت العلاقات مع حكام الملالي، وتضامنت الأردن وجزر القمر وكان لتصريحات الرئيس التركى أردوجان وبيان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تأثير كبير على مجرى الأحداث، واكتمل الحصار الدبلوماسى بإعلان قائد الجيش الباكستانى بأن أى تهديد لأراضى السعودية سيثير ردود فعل قوية من قبل إسلام آباد وهى التصريحات التى جاءت فى أعقاب الزيارة التى قام بها محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى لباكستان. 

أجبر الملك سلمان الإيرانيين على التراجع والتخلى عن نبرة التهديد التى أطلقوها فى بداية الأزمة،واضطر وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إلى الإعلان عن رغبة بلاده فى التهدئة مع الرياض وأنها -أى إيران -لا تريد تأجيج التوتر مع السعودية وسائر جيرانها الخليجيين. 

نجحت الدبلوماسية السعودية فى النيل من إيران ومحاصرتها دبلوماسيا وفرض مزيد من العزلة عليها وإجبارها على التراجع أمام العالم،وفى اعتقادى أن العامل الأكبر وراء هذا النجاح هو الاعتماد على حلفاء حقيقيين وعدم الاعتماد على الأمريكان والأوروبيين الذين اتخذوا موقفا غريبا فى بداية الأزمة أكدوا فيه أن إعدام رجل الدين نمر النمر يؤجج الفتن الطائفية.

هكذا سقطت إيران.. وهكذا انكشفت النوايا الحقيقية للأمريكان والأوروبيين .. وهكذا نجحت القيادة السعودية فى وضع نقطة نظام لحكام الملالي.