رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

(فارق كبير بين الدولة واللادولة.. البرلمان الجديد شكل تانى.. أمام النواب مهام جسيمة.. اجتماعية وسياسية.. سيادة النائب اعرف مهمتك فورًا!)

 

• إيه رأيك فى افتتاح الجلسة الأولى للبرلمان المنتخب؟!

• أيوة كده يا راجل.. شكل تانى!

• الله الله.. إنت هتغنى زى نجاة الصغيرة؟!

• إنت بتقول فيها؟.. أنا فعلًا لما قارنته ببرلمان مرسى، قلت شكل تانى!

• إيه الفرق من وجهة نظرك؟!

• الفرق واضح.. فيه شكل دولة.. فيه انضباط مش مسخرة!

• صحيح عندك حق.. فيه التزام وجدية نائب عارف مهمته جدًا!

• وحتى أداء القسم تشعر أن النواب فاهمين يعنى إيه فكرة وحدة الوطن وسلامة اراضيه!

• آه.. أصل برضه الحلفان سهل.. التنفيذ حاجة تانية!

• فعلًا.. يعنى مثلًا نواب الإخوان حلفوا آه.. لكن نفذوا القسم لأ!

• طبعًا طبعًا.. بدليل إنهم متفرقش معاهم بيع سيناء، أو منحها هدية لحماس!

• الصراحة كنت بشوف كل نائب لما يحلف.. أنا مصدقه ولا لأ؟!

• فيه نائب كنت تشعر بصرامته وهو يتحدث عن وحدة الوطن وسلامة أراضيه!

• قصدك على العسكريين يعنى؟!

• أنا معرفش ده من ده.. بس فيه ناس كانت حاسمة فى النقطة دى!

• طب والنواب التانيين؟.. يعنى متفرقش معاهم مثلًا؟!

• لأ مش قصدى.. بس بيرددوا قسم.. مش واخدين بالهم من معناه!

• لكن الكل فى النهاية قلبه على الوطن.. مفيش كلام!

سيادة النائب اعرف مهمتك!

لا شك أن هناك حالة تفاؤل ببدء أعمال البرلمان.. الإحساس كبير بأن مصر تبدأ عهدًا جديدًا.. كل الناس بتقول يا رب.. المعنى أن الشعب منتظر الكثير من برلمانه.. من يقول «يا رب يكون فاتحة خير على مصر».. طلبات المواطنين تنحصر فى توفير لقمة العيش والوظيفة ومحاصرة الفساد.. الناس عاوزة تاكل.. عاوزة تسكن.. عاوزة تشتغل.. فيه أبسط من كده؟.. لا عربية ولا فيلا ولا عزبة.. لقمة وأربع حيطان فقط لا غير!

دعوات المصريين وامنياتهم لها دلالات كثيرة.. إما انهم مستبشرون متفائلون.. وإما انهم قلقون من بعض ما دار خلال الأيام الماضية من مناوشات.. وإما أنهم ينتظرون شيئًا مختلفًا من برلمانهم.. الشارع السياسى يتحدث عن الفقر والبطالة والصحة والتعليم والفساد.. الشباب على مواقع التواصل لا تفوته لحظة سخرية.. يتحدثون عن الإعلام.. مع أنها أحدثت حالة بهجة، يقولون كان ممكن نسدد بها ديون مصر(!)

لا يوجد ما يعكر صفو الجلسة الافتتاحية، حتى كتابة هذه السطور.. البعض توقف أما حالات غياب وحوادث وإغماء.. أيضًا هناك جدل حول قسم النائب مرتضى منصور.. فقد أقسم بطريقة مختلفة.. أضاف كلمة مواد للدستور.. بدلًا من أن يقسم على الدستور، كما ورد فى القسم.. وقال إنه لن يقسم على الدستور كله، اى المواد والديباجة.. لأنه يرى أن 25 يناير كانت مؤمراة.. أو ثورة حتى سرقها الإخوان يوم 28 يناير!

أسرار ارتباك النواب!

بشكل عام الدنيا «بييس» كما يقال.. فلا مناوشات ولا خناقات.. هناك حالة ابتهاج لا تخلو من انضباط.. المستشار بهاء أبوشقة اضفى حالة من الاحترام على أداء النواب.. كل الأمور كانت على ما يرام.. العمال وضعوا اللمسات الأخيرة على الممرات الرئيسية المحيطة بالقاعة، والمتخصصون أجروا تجارب على أجهزة القاعة الرئيسية، ومكبرات الصوت، التنظيم يستحق التقدير فعلًا.. وهناك إحساس بالهيبة والاحترام للمكان!

غير صحيح أن الجلسة كانت ستشهد حركات بهلوانية.. غير صحيح الإحساس بالخوف والقلق.. كل النواب يعرفون طبيعة المهمة، ويعرفون أن هناك من يراقبهم، سواء من الإعلام أو من دوائرهم.. ربما أدى هذا الشعور إلى حالة من الارتباك أحيانًا.. لكنه شعور إيجابى.. فكرة أنك تحت الأضواء، وأن هناك من سيحاسبك.. أظن أنها ستظهر بعد ذلك فى أداء النواب، بعد حسم مقاعد الرئيس والوكيلين وانطلاق المناقشات!

آخر كلام!

لم أكن أشعر بالخوف والقلق من البرلمان مثل كثيرين.. كل ما حدث كان من باب التسخين فقط.. لاعبو الكرة يفعلون هذا قبل المباريات.. يجرون يمينًا وشمالًا.. يركلون الكرة بأى شكل لتحريك عضلاتهم.. وهكذا كان بعض نواب البرلمان، يحاولون التسخين وجس النبض.. وحين أصبحوا وجهًا لوجه انتظموا فى عقد واحد.. لذلك بدا البرلمان «شكل تانى» كما قلت.. وكان الفارق كبيرًا بين الدولة والعشوائيات!