رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

حسنا فعلت المملكة عندما دفعت بالأمير خالد الفيصل تجاه القاهرة بعد الفتور الذي أصاب العلاقات بين القاهرة والرياض خلال الفترة الماضية.. وزيارة الأمير ليست زيارة عادية، وإنما تعد زيارة ذات طابع خاص.. تكتسب أهميتها من عدة أوجه أولها يتعلق بالجانب الشخصي للأمير الزائر والثاني بتوقيت الزيارة والثالث بالبرنامج الذي تم إعداده..

أما عن الجانب الشخصي .. فالأمير خالد يتمتع بمكانة كبيرة، وله حضور سواء داخل المملكة أو خارجها.. فهو نجل الملك فيصل رحمه الله الذي يتمتع بحب العرب جميعا.. وله مكانة خاصة في قلوب المصريين وذلك لمواقفه التاريخية التي لا تنسي وأولها موقفه الشجاع في حرب أكتوبر المجيدة.. كان الملك فيصل حكيم العرب وهو أقرب ملوك السعودية لقلوب المصريين.. وستظل مواقفه نبراسا للأجيال القادمة.. وسيبقي هذا الملك رحمه الله علامة فارقة في تاريخ المملكة فقد أتاه الله موهبة الحكم والقوة والشجاعة والحكمة والفصاحة.

عرف الملك سلمان قدر الأمير خالد الفيصل فكان من أول قراراته عقب توليه الحكم إعادته إلي إمارة منطقة مكة ثم استأثر به لنفسه مستشارا ومبعوثا خاصا .. وبعودة الأمير خالد إلي إمارة مكة يكون قد عاد إلي موقعه الأصلي الذي تولاه عام 2007 وتركه في 2013 للأمير مشعل نجل الملك السابق عبد الله وذلك في إطار ترتيبات خاصة بمقتضاها تم نقل الأمير خالد ليتولي حقيبة وزارة التعليم .

والأمير خالد الفيصل عضو بهيئة البيعة عن والده، وتخرج فى جامعة أكسفورد بعد أن درس العلوم السياسية بها.. وهو شاعر وأديب ورئيس مؤسسة الفكر العربي وأحد مؤسسيها ومهموم بقضايا الأمة العربية وهي الصفة التي ورثها عن والده، ومهتم بشئون الثقافة والفكر والتعليم، ويحظي بمكانة كبيرة داخل الأسرة الحاكمة حتي أن ولي العهد الأمير محمد بن نايف يرفض أن يجلس في الصدارة في وجود الأمير خالد الفيصل الذي يجلس في المكان المخصص لولي العهد وحدث ذلك مؤخرا أثناء استقبال الأمير محمد بن نايف لحشد من الأمراء والمسئولين في قصر السلام بجدة.

جاء الأمير خالد إلي القاهرة في مهمة دبلوماسية رفيعة المستوي تتلخص في ترميم العلاقات وإزالة الشوائب التي تناثرت خلال الفترة الماضية بسبب اختلاف وجهات النظر في بعض القضايا الإقليمية والتي أعقبها تلاسن إعلامي من هنا وهناك ، وتبادل المنصات الإعلامية التراشق الحاد.

وتأتي الزيارة التي تستغرق 5 أيام بمهام وقضايا مصرية وعربية.. حيث بدأت بمؤتمر لمؤسسة الفكر العربي التي يرأسها الأمير خالد والذي انعقد برعاية جامعة الدول العربية وحظيت بحضور رسمي رفيع المستوي من مصر ، وتضمنت رسائل من الأمير إلي الأمة العربية بضرورة تضافر الجهود لمواجهة الإرهاب، والتعاون في تلك المرحلة التي تشهد مخاضاً فكرياً وثقافياً وتعليمياً.. وأطلق الأمير خالد في نهاية رسالته التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية والذي تضمن محاور للتكامل العربي، واشكاليات الهوية العربية، ومشروع الدولة الوطنية، والثقافة العربية في الأوضاع المضطربة.

وخلال الساعات القليلة القادمة يلتقي الأمير خالد الفيصل مع قيادات ورموز العمل السياسي والإعلامي في مصر.. وتتجه الأنظار إلي هذا اللقاء الذي سيعتمد علي خبرة وحنكة الأمير السعودي في احتواء مواطن الخلاف وإعادة العلاقات إلي المنطقة الدافئة..  وأعتقد أن النتائج ستكون جيدة لأن اللقاء يأتي وسط بوادر إيجابية بدأت منذ أيام بزيارة رئيس الحكومة المصرية المهندس شريف إسماعيل إلي الرياض بصحبة عدد من الوزراء لتدشين المجلس التنسيقي بين البلدين والذي أمر الملك سلمان بتأسيسه .

إن العلاقات بين مصر والمملكة لا يمكن أن تتأثر بمقال في صحيفة، ولن ينال منها برنامج في فضائية..  وعلاقة الشعبين المصري والسعودي  علاقة راسخة لن يعكر صفوها أي شائبة ولن تؤثر فيها أي أحداث.