رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

جاء وقت الدموع.. قتلوا القتيل ويمشون الآن في جنازته.. هذا هو حال الولايات المتحدة الأمريكية مع سوريا.. البلد العربي الذي تكالب عليه اللئام من كل مكان وتمزق حتي أصبح أشلاء. 

«واشنطن تشعر بأن لديها مسئولية لمحاولة تجنب التدمير الشامل والكامل في سوريا».. بهذه الكلمات بدأ وزير الخارجية الأمريكي تصريحاته «الإنسانية» حول سوريا.. الكلمات تصيب كل عربي بالفجيعة والألم.. ناهيك عن الاستفزاز والقهر الذي يصيب الإنسان بالعجز .

في هذه الساعات فقط تشعر الولايات المتحدة بأن لديها مسئولية.. بعد كل هذا الدمار والخراب وسفك الدماء تتذكر الولايات المتحدة رئيس مجلس إدارة العالم بأن لديها مسئولية تجاه هذا البلد الذي ضاع.. لا أدري أين كانت تلك المسئولية طوال السنوات الماضية؟ أين كانت هذه المسئولية عندما استخدم المجرم بشار الأسد الأسلحة الكيماوية في قتل شعبه وتدمير البلد الذي نهب ثرواته أبا عن جد؟ أين كانت الولايات المتحدة عندما تسبب شاب مراهق في تهجير الملايين من شعبه من أجل السلطة وكرسي الحكم؟

الشيء العجيب في تصريحات كيري هو تلك الكلمات التي أعقبت الشعور بالمسئولية.. فالوزير لا يقصد بالمسئولية إنقاذ سوريا وشعبها مثلا.. ولا الإطاحة بالأسد وبدء عهد جديد.. ولا إعادة الإعمار.. لا شيء من هذا.. هو يتحدث عن مسئولية محاولة تجنب التدمير الشامل والكامل لسوريا.. هذا يعني إقرار واشنطن بنجاح خطتها في تدمير سوريا ووجود حالة من الرضا داخل الإدارة الأمريكية حول هذا التدمير الذي تحقق حتي الآن.. لكن هناك شعور بالمسئولية فقط فيما يخص «محاولة» بألا يكون التدمير شاملاً ولا كاملاً.. يعني ببساطة ذبح بدون سلخ .. تدمير مع وجود بعض الأطلال.. منتهي الإنسانية!!

لقد نجحت الولايات المتحدة في تدمير سوريا بخطة محكمة وسيناريوهات متنوعة.. كل شيء كان في الحسبان بدءاً من استخدام الكيماوي، والتهجير ودخول جبهات مختلفة للحرب من بينها داعش التي صنعها الأمريكان، والتصدي لمحاولات تدخل الخليج لإنقاذ البلد السني، مع غض الطرف عن التدخل الشيعي ممثلا في إيران وحزب الله للقتال جنبا إلي جنب مع قوات الأسد.. حتي التدخل الروسي بالطيران الحربي.. كل هذا كان مخططاً أمريكياً إسرائيلياً تم تنفيذه بدقة. 

ولم يتوقف كيري في تصريحاته الإنسانية عند هذا الحد بل ذرف دموعا كدموع التماسيح بقوله : مستوي الهجرة في أوروبا خطير وهناك تهديد فعلي بوصول المزيد من المهاجرين إذا استمر العنف وانهار الوضع في سوريا .

لقد قتلت الولايات المتحدة الشعب السوري وهي تمشي الآن في جنازته.. ولا عزاء للعرب والمسلمين!!