عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

المتفائلون يريدون برلمان مصر في 2016 نموذجاً مثالياً يضم النخب، والمتشائمون يؤكدون أن الاخوان ستكون لهم اليد الطولى في هذا البرلمان والمتابعون عن كثب يريدون إبعاد هذا البرلمان، لأجل غير مسمى.. تفادياً لأي صدام إما بين أعضاء المجلس الجديد سواء بأسمائهم أو سواء كانوا أقنعة لأسماء أو تنظيمات اخري، وإما صدام بين البرلمان والدستور، الذي يعطي الحقوق أغلبها أو كلها للبرلمان في مواجهة الجميع حتى رئيس الدولة.. ولا أعرف هل كان صناع الدستور وهم يبكون فرحاً بعد انجازه - يضعون فخاً للشعب المصري - أم أنهم كانوا ينتقمون لمنصب رئيس الدولة بعد أن عاني المصريون منذ أكثر من أربعين عاماً من الجالسين على هذا المقعد الى الأبد وكان مبارك بعد ثلاثين عاماً ينوي أن يسلم مقعده لنجله جمال في سابقة تدنو بمصر الى أسفل حيث كان هذا التوريث مخططاً غربياً لتدمير هيبة الجمهورية المصرية كنظام رئاسي قد تشوبه بعض الشوائب والهنات مثل أن يبقي الرئيس في مقعده مدى الحياة حتى رحيله بالموت أو القتل الا أنه في النهاية كان الشعب متقبلاً هذه الأخطاء والخطايا على أمل أن يتم إصلاحها في يوم من الأيام.. لكن للكيان الصهيوني - أمريكا واسرائيل - دور أكبر من ذلك، فما هو دوره خارج حدود المنطقة المصرية..؟ هذا ما ظهر سريعاً في العواصم العربية تباعاً عقب انتصار مصر برئاسة السيسي في الخروج من المنظومة الامريكية - تفتت الحضارة العراقية الشامخة وأعقبها سقوط سوريا ثم ليبيا التي تحولت الى قبائل تتقاتل ثم اليمن التي تمزقت الي ست دول ثم الى كيانات متناثرة متناحرة بعد الحرب مع السعودية ومحاولات السيطرة الايرانية الشيعية الحوثية بهذه الأساليب الإمبريالية المباغتة - هذا ما يظهر اختلافات في وجهات النظر الامريكية، هذا الاختلاف الذي يعبر عن وجهتي نظر - واحدة تقول إنه لن يكون من الحكمة التعويل على القوات الاسرائيلية أو المصرية لمهمات الأمن الاقليمي تتجاوز حدودها وأن القوات الصهيونية لا يمكن ان تستعمل في العالم العربي لأسباب سياسية، وبالتالي فان المطلوب هو أن تعتمد الادارة الامريكية على قواتها اما وجهة النظر الاخرى فترى نشر القوات الامريكية من خلال تنظيم داعش من جهة ومن جهة اخرى السطوة الاقتصادية وتضييق الخناق على المشاريع القومية والرئيس السيسي كان ولايزال يقظاً عن هذه الشروط التي رفضها ويرفضها من ورائه الشعب المصري.. فكلنا يعرف أن مشروع توليد الطاقة الكهربائية من أشعة الشمس كان مقرراً أن يبدأ في مصر منذ اكثر من ثمانين عاماً وكان الانجليز يؤجلونه حتى جاءت امريكا في مصر بعد أن فتح لها الأبواب الملكية، صديقهم انور السادات وتم دفن هذا المشروع تماما - مشروع الطاقة الشمسية - ولم يبدأ في احيائه سوي الرئيس السيسي حالياً.. امريكا لا تهدأ وتستقبل مريديها يومياً في البيت الابيض منذ نجاح ثورة 30 يونية، الا أنها تركز هذه الايام على سيادة البرلمان، فلا تزال محاولات امريكا انقاذ مشروعها الاستيطاني الذي أفسده الشعب المصري بقيادة السيسي في 30 يونية.. وظلت السفيرة الامريكية السابقة آن باترسون تبدل أوراقها وتستبدل خططها وتلعب لعبة القط والفار وتفعل ما لا يمكن لأحد أن يتخيله لكي تفسد الثورة حتى بدأت في نشر خطة بالتعاون مع جهاز الموساد الاسرائيلي لكي يستثمروا اعتصامات رابعة العدوية ويتم تحويلها الى قرية صغيرة ثم يتم شراء مجموعة من العمارات المحيطة بها ويتم بعد ذلك لتحويلها الى منطقة عالمية للاخوان المسلمين أي دولة داخل دولة برئاسة الدكتور محمد مرسي.. وهى اعادة انتاج لمنظمة حماس الارهابية.. التي بدأت هكذا بمظاهرات احتجاج ثم تحولت الى كيان..!!، وحينما فشلت ايضاً مؤامرة رابعة فإن اليوم ليس أمام امريكا سوى «البرلمان المصري»، لاتزال الاتصالات الامريكية مع اعوانهم من جماعات الاخوان المسلمين في مصر مستمرة والتحويل مستمر والتنسيق على ان يكون البرلمان المصري القادم تحت سطوة الاخوان الارهابية.. ولا مانع من دخول بعض رموز الحزب الوطني القديم المنحل فهم أساساً من أتباع امريكا من ناحية، ومن أتباع الاخوان من ناحية اخرى.. فالساحة اذن ليس بها من الاغراب سوى رجع الصدى!!

والبرلمان المصري له كيانه العالمي فهو من اوائل البرلمانات في الشرق الأوسط والشرق الأقصى.. وقد تم افتتاح أول مجلس نيابي في مصر في يوم الاثنين 10 نوفمبر عام 1866 وكان هذا المجلس يسمى «مجلس شورى النواب».. وهو رابع مجلس نيابي في العالم كله حتى ذلك التاريخ وأول مجلس من نوعه في الشرق كله.

وكان المجلس داعياً لكل الآراء بلا أي تحيز فهو ضد أي انقسامات فكرية وضد الانقسامات الدينية وضد الذين يحاولون طعنها في حزب في مصر عام 1879 بعنوان الحزب الوطني، حزب سياسي وهو غير الحزب الذي أسسه الزعيم مصطفى كامل بنفس الاسم عام 1907.. ثم توالت الاحزاب.. وصنف نقاد البرلمان الأول في مصر أنه من اشجع البرلمانات ومن اكفئها.. وقد ولد عملاقاً لا يقبل الشيخوخة أو التراجع.

اليوم ونحن نستعد لانشاء أول برلمان مصري بعد ثورة 30 يونية من حقنا أن تتصاعد شروطنا القوية لتكون نافذة ضد قوي الشر وعلى رأسها امريكا واسرائيل.. لابد أن نستيقظ في مواجهة الفتن الواردة منهم، وإذا كان التاريخ في الماضي قبل ثورتي 25 يناير و30 يونية يغفر لنا نحن المصريين كثيراً من الاستسلام لشروط الآخرين فهو لم يكن استسلاماً بقدر ما كان تسليماً لخداع ومؤامرات حقيرة أوقعتنا في مستنقع التبعية الكاملة لأمريكا.

اليوم علينا التسليم بالوعي الكامل لنصنع هذا البرلمان بشروطنا القوية بدون إملاءات - سياسية أو عقائدية أو مذهبية - فالخريطة اليوم واضحة تماماً والوعي المفقود قد عاد شفافاً قوياً لا ترهبه غطرسة ولا يمكن أن تسقطه أنياب الشيطان الامريكي.

 

[email protected]