المؤتمر الدولي الخامس للعيون يحذر من "عين القط" عند الأطفال
عقدتْ فعاليات الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي، لأمراض العيون برئاسة الدكتور إيهاب سعد، أستاذ جراحة العيون بطب القاهرة، بمشاركة أطباء من مصر ومختلف دول العالم.
الدكتور إيهاب سعد، أستاذ جراحة والعيون بطب القاهرة
اقرأ أيضًا.. القاهرة تستضيف مؤتمرًا دوليًّا بمشاركة 45 دولة لعلاج حالات العمي بالجينات
بدأ المؤتمر بندوة بعنوان "مستقبل الأطباء في مصر" في ظل التغير الشامل بالمنظومة الصحية، وهي القضية الشائكة التي تهم جميع أطباء مصر الذين يعانون من تدني الرواتب ونقص التدريب، مما يضطر معظم شباب الأطباء تقديم استقالاتهم والسفر للخارج، وانضمَّ لهذه الظاهرة جيل الوسط، وتحدَّث في الندوة: الدكتور أحمد ياسر سليمان أستاذ للرعاية الصحية والإدارة بأكاديمية العلوم والقيادة بسويسرا، الذي تناول أبعاد المشكلة وتأثيرها على وزارة الصحة بمستشفياتها، وهيئاتها، وعن دور التأمين الصحي الشامل في علاج هذه المشكلة بعد تحسين الأجور، ولكن هل الدخل يقضي مع الظاهرة أم لا .. ويتناول أيضًا جذور المشكلة وأسبابها، والنتائج التي وصلنا إليها بتركها بدون حل طوال السنوات الماضية.
كما تحدَّثَ الأستاذ الدكتور إيهاب سعد الذي أدار الندوة عن التحول في اتجاه وزارة الصحة، بعمل رعاية شاملة لجميع المصريين، بحلول عام 2030، من خلال منظومة التأمين الصحي الشامل، وتطرَّق لأهمية معايير الجودة لهيئة الاعتماد والرقابة الصحية، وما يتبعه من تغيير المنظومة الصحية والاهتمام بالكيانات والجودة أكثر من الأسماء.
كما تطرَّق د.إيهاب سعد، لقانون المسئولية الطبية وحماية الطبيب من المساءلة الجنائية في الأخطاء الواردة أثناء الجراحة، إضافة إلى عمل الأطباء ساعات عمل إضافية خصوصًا للشباب بشكل غير إنساني داخل المستشفيات وبظروف محيطة صعبة للغاية، والأطباء يواجهون المشاكل بمفردهم دون حماية.
قال الأستاذ الدكتور أحمد حسنين، نقيب أطباء الجيزة، أن هناك 11 ألف طبيب تركوا مصر وسافروا للعمل بالخارج خلال العامين الماضيين، لتدنى الأجور ورغم العدد الكبير في الخريجين من كليات الطب المختلفة الحكومية والخاصة، إلا أن هناك عجزًا في المستشفيات والمراكز الصحية لأن الأجور متدنية، وأضاف أن استقالات الأطباء من وزارة الصحة أصبحت ظاهرة، بجانب رفض عدد كبير من الخريجين استلام العمل من الأساس، وبعضهم رفض النيابات في أعرق الجامعات المصرية.
تحدَّث في الندوة الأستاذ الدكتور سامح العشماوي، وكيل وزارة الصحة بالجيزة عن منظومة التأمين الصحي الشامل، والتي توفر دخلًا أفضل للأطباء، لأنَّ الدخل مرتبط بساعات العمل، بجانب توفير معايير الجودة التي تجعل الطبيب يعمل في بيئة جيدة، وتحفظ له حقوقه كافة.
(الجلسات العلمية)
تضمَّنت جلسات الجزء الثاني من فعاليات المؤتمر الخامس لأمراض العيون الدولي جلسات علمية عن الجديد في علاج سرطان شبكية الأطفال، وتحدَّث فيها البروفيسور سامح جاب الله، من جامعة تورنتو بكندا، والأستاذ الدكتور محمود البنا، استشارى الرمد بالمركز القومي للعيون، وعرض الأستاذ الدكتور إيهاب سعد، رئيس المؤتمر فيلمًا تسجيليًّا عن حالات الأطفال التي تم علاجها بمستشفى دنيا العيون والتي تابعت الحالات لعدة سنوات علاجيًّا واجتماعيًّا، وتكيف الأطفال المرضى بعد الجراحة وأثناء العلاج ومواجهته للتنمر عليه من أقرانه سواءً في المدرسة أو الشارع، وحمل الفيلم رسالة للمجتمع بأهمية العلاج المبكر لأورام الشبكية سواءً الوراثية أو المكتسبة لأن التأخر يسبب العمى.
حذَّر المؤتمر من خطورة مرض (عين القط) عند الأطفال لأن وجود الورم يمكن أن يؤدى إلى انتشاره في الجسم، خصوصًا أن هناك واحدًا من كل
أكد الأستاذ الدكتور إيهاب سعد رئيس المؤتمر أن علاج الأورام يتم عن طريق فريق طبي متكامل يقوده جراح العيون المتخصص في الأورام، وأخصائي العلاج الكيماوي والإشعاعي، وأخصائى التحاليل والأشعة وطبيب نفسي.
المؤتمر الدولي للعيون يعتبر أهم حدث طبي تشهده مصر، إذْ تتناول مشاكل الأورام التي تهدد حياة البشر منذ الطفولة وحتى الكبر لخطورة المرض، وتنظمه مستشفى دنيا العيون بالتعاون مع الجمعية الرمدية المصرية، والمجلس الشرق أوسطي الأفريقي لأمراض العيون.
الأستاذ الدكتور إيهاب سعد، هو صاحب فكرة إنشاء أول مركز أورام عيون متكامل تابعًا للمركز القومي للعيون بروض الفرج، وتم الموافقة والدعم له من الأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة آنذاك، وبمساعدة الأستاذ الدكتور شريف خليفة، مدير المركز القومي للعيون عام 2002، تم إنشاء المركز المتكامل بتجهيزات عالمية، وبأجهزة فحص أورام العيون، وأورام الجفون، وسطح العين، وأورام العيون للكبار والصغار، وأورام خلف العين التي تؤدي إلى جحوظ للعين، وتم افتتاح المركز عام 2003، وبعدها حدثت طفرة في تشخيص أورام العين عند الأطفال باستخدام أول جهاز بالشرق الأوسط لفحص شبكية الأطفال، وتأكيد التشخيص والمتابعة.
تم تدريب مئات الأطباء من مصر وخارجها ..المؤتمر الدولي للعيون هو الحدث الطبي الأهم في مصر.
انتهت فعاليات اليوم وفي المساء، والذي أقيم بين أحضان قصر عابدين احتفالية تكريم لمجموعة من أسر الأطفال المصابين، وعدد من المرضى الذين ذكروا تجربتهم مع المرض منذ الطفولة حتى الزواج والإنجاب، وتم تكريم الأستاذ الدكتور شريف خليفة، مدير المركز القومي للعيون، الذي أنشأ أول وحدة أورام عيون متكاملة فى مصر عام 2003, وتكريم نقيب أطباء مصر الأستاذ الدكتور حسين خيري، لدعمه المستمر للمنظومة الطبية.
كما تم تكريم الأستاذ الدكتور شيرين غالب نقيب أطباء القاهرة، ونورا بكر الممرضة المسئولة عن وحدة أورام العيون بمستشفى روض الفرج.
وشارك في الحفل بفرقته الموسيقية الموسيقار أحمد عواد.