تعرف على حظ المؤمن من اسم الله العزيز
اسم الله العزيز ورد كثيرًا في القرآن، ورد اثنتين وتسعين مرة. ولا شك أن في هذا إشارات، فورود الاسم وتكراره بهذا الشكل لابد أن يكون له حكمة. واقترن بأسماء كُثر فاقترن أحيانًا باسمه الحكيم {وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة من الآية:260].
و قال الدكتور على جمعة اقترن بالعليم {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام من الآية:96]. واقترن بالغفور {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر من الآية:28].
واقترن بصفة (الانتقام المنتقم) سبحانه وتعالى يقول الله جل وعلا: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [آل عمران من الآية:4]، واقترن باسم الله الغفار: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} [ص:66]، واقترن باسمه الحميد {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج :8] معنى الاسم في حق الله تعالى: يقول ابن جرير: العزيز أي الشديد في انتقامه ممن انتقم من أعدائه لذلك قال: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، آمنوا بالعزيز فمالهم ينقمون عليهم؟ آمنوا بالحميد وشكروا أنعم الله عليهم، أهذا ما نقموه عليهم؟! قال ابن كيسان: "معناه الذي لا يُعجزه شيء، ألم يقل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر:43]. قالوا العزيز الذي لا مثل له ألم يقل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11].
يقول ابن القيم في النونية: وهو العزيز فلن يُرام جنابه أنى يُرام جناب ذي السلطان وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبه شيء هذه صفتان وهو العزيز بقوة هي وصفه *** فالعز حينئذ ثلاث معان وهي التي كملت له سبحانه *** من كل وجه عادم النقصان ومن معاني العزيز: الندرة ونفاسة القدر، وهو سبحانه وتعالى لا يعادله شيء ولا مثل له ولا نظير له. حظ المؤمن من اسم الله العزيز: إذا علم العبد أن الله العزيز الذي لا يُغلب ولا يقهر يتولد في نفسه شجاعة وثقة كبيرة بالله سبحانه