سبب تسمية سورة التوبة بهذا الاسم
اشتهرت سورة التوبة في عصر الرسول -عليه الصلاة والسلام باسمين ألا وهما "التوبة وبراءة"، ويُعتبر اسم براءة هو الأكثر شيوعًا بين المسلمين، فأمّا تسميتها باسم براءة كان لأن الله -جلّ وعلا- استهلّ السورة بقوله: {بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ}
كما أنّها في جميع مضمونها تشير إلى براءة المسلمين من المشركين وكفرهم، وأمّا تسميتها باسم التوبة فإنّه لأنّها كانت بمثابة دعوةٍ للمشركين والكفار بالتوبة إلى الله -عزّ وجلّ- وذلك بقوله: {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
وقد أمر الله عباده المسلمين بأنّ يعفوا ويغفروا ويخلوا سبيل المشركين إن أسلموا والتزموا بتعاليم الله -تعالى- وتابوا إليه وأنّه سيغفر لهم ويرحمهم.
وبالإضافة إلى أنّ الله -تعالى- قد كرر أمر التوبة في عموم السورة الكريمة، فإنّ أهل التفسير قالوا إنّ سبب تسميتها يعود إلى أنّ الله -سبحانه وتعالى- ذكر فيها توبة الصحابة
وفي مضمون هذه الآية إقرارٌ بأنّ الله قد قبل توبتهم وتاب عليهم وغفر لهم وهو ما يُعتبر من أعظم مقاصد سورة التوبة.