عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وحشى بن حرب

بوابة الوفد الإلكترونية

تحول من قمة الكفر إلى أعلى مراتب الإيمان, وتحدث عن نفسه قائلًا: «قتلتُ بحربتى هذه خير الناس وشر الناس»، حمزة بن عبدالمطلب ومسيلمة الكذاب, إنه الصحابى الجليل وحشى بن حرب الحبشى يقول:

«كنت غلامًا لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدى قد قُتل يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أحد قال لى جبير: إن قتلت حمزة بن محمد بعمى فأنت عتيق,

فخرجت مع الناس حين خرجوا إلى أحد، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته مثل الجمل الأورق فى عرض الناس يهز الناس بسيفه، فوالله إنى لأريده فاستترت منه بشجرة أو بحجر، ليدنو منى وتقدمنى إليه سباع بن عبدالعزى، فلما رآه حمزة قال: إلى يا ابن مقطعة البظور؛ وكانت أمه ختانة بمكة، فوالله لكأن ما أخطأ رأسه، فهززت حربتى حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه؛ فوقعت فى ثنته حتى خرجت من بين رجليه، وخليت بينه وبينها حتى مات، ثم أتيته وأخذت حربتى، ثم رجعت إلى العسكر، ولم يكن لى بغيره حاجة.

يروى وحشى قصة دخوله الإسلام قائلاً: فلما افتتح رسول الله مكة هربت إلى الطائف، فلما خرج وفد الطائف ليسلموا ضاقت على الأرض بما رحبت وقلت بالشام أو اليمن أو بعض البلاد فولله إنى لفى ذلك من همى إذ قال رجل: والله إن يقتل- أى لا يقتل- محمد أحدًا يدخل فى دينه، فخرجت حتى قدمت المدينة على رسول الله فدخلت عليه فى خفة وحذر.

ثم أكمل موقفه مع الرسول عليه السلام: ومضيت نحوه حتى صرت فوق رأسه، وقلت أشهد أن لا إله إلا الله، فلما سمع الشهادتين رفع رأسه إلى، فلما عرفنى ردَّ بصره عنى، وقال: «أوحشى أنت» قلت: نعم يا رسول الله فقال: «اقعد وحدثنى كيف قتلت حمزة؟» فقعدت فحدثته خبره، فلما فرغت من حديثى أشاح بوجهه

وقال: «ويحك يا وحشى، غيِّب عنى وجهك، فلا أرينك بعد اليوم».

وقد أسلم وحشى وحسن إسلامه وهناك رواية أخرى تحكى عن أن الرسول صلّى الله عليه وسلم قد بعث إليه ليدخل فى الإسلام، فأرسل إليه وحشى قائلًا: «يا محمد كيف تدعونى وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلقى أثاماً ويضاعف الله له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، وأنا صنعت ذلك فهل تجد لى من رخصة؟

وبعد ذلك نزلت الآية الكريمة التى تقول «إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا»، فقال وحشى فى ذلك: «هذا شرط جديد ولعلى لا أقدر على هذا»، ثم نزل قول الله تعالى «إنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا»، فرد وحشى على هذا بقوله: «يا محمد لا أدرى أن يغفر الله لى أم لا ؟»، لتنزل الآية الكريمة التى تقول «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» شهد وحشى اليرموك، ثم سكن حمص وتوفى بها.

[email protected]