عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستشار ناصر العسكرية: العالم يسير بمبدأ "فَرِّق تَسُد" في الشرق الأوسط... وأكتوبر كحربنا ضد الإرهاب بسيناء

اللواء أركان حرب
اللواء أركان حرب حسان على السيد أبو علي، مستشار مدير أكاديم

حوار: سامية فاروق 

إشراف: محمد صلاح

 

قال اللواء أركان حرب حسان على السيد أبو علي، مستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية، إن الحرب هي عمل جماعي، مشددًا على أن هناك مواقف متعددة في حرب الاستنزاف وأكتوبر.

 

وتابع في حوار خاص معه لـ"بوابة الوفد" في ذكرى تحرير سيناء التي تحل بعد 6 أيام من اليوم: "ومن وجهة نظرى الشخصية، إنه لا يوجد تغيير بين حرب مصر حاليًا ضد الإرهاب في سيناء، وحرب أكتوبر، فحرب أكتوبر كانت من أجل استرداد سيناء من العدو الإسرائيلى، وما يحدث الآن هو محاولة لنزع سيناء من مصر ولكن بطريقة مختلفة، وبدلاً من أنها كانت حربا تقليدية ما بين القوات المصرية والإسرائيلية، وكنا نعرف أماكنهم، أصبح ما يحدث اليوم هو انتزاعا لسيناء ولكن بأسلوب إرهابي".

 

كيف ترى المشهد المقبل؟

تعلمنا وتربينا فى الكلية الحربية على عدة مبادئ وهى أن سلاحى لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والوطن ثم الوطن ثم الوطن، كما تعلمنا أنه لابد أن تكون لدينا ثقة كاملة فى النصر، فأنا متفائل للغاية، فما حدث فى سيناء كان مخططًا لمصر وفشل بنسبة عالية جدًا جدًا سواء من الدواعش أو بيت المقدس، والإرهاب الجبان ليس في سيناء فقط، فهو موجود فى جميع دول العالم.

 

هل العدو فى حرب الإرهاب أقوى أم في حرب أكتوبر؟

العدو فى حرب أكتوبر وقبلها فى حرب الاستنزاف، وحرب 67، و56، 48 جميعها حروب تقليدية، فالعدو هو العدو، ولا أنسى جملة قالها عمرو موسى داخل الأكاديمية: «نحن فى عصر العالم ضد العالم والبقاء للأقوى»، فهناك فكر سياسى بأن منطقة الشرق الأوسط بما لها من مزايا جغرافية وخامات وبترول والتحكم فى الملاحة.

فالفكر السياسي المسيطر نحو الشرق الأوسط لابد أن تتم السيطرة عليها من قبل الجهات التى تتحكم فى العالم بأن يضعفوا هذه المنطقة باستخدام سياسة «فَرِّقْ تَسُد».. واليوم العالم الحديث يستخدم نفس الحكمة ولكن بطريقة مختلفة حديثة من خلال إشاعة الفتنة الطائفية وإثارة النعرات بين الشيعة والسنة والسلفية الجهادية.

كلنا يعلم أن الحرب الآن لم تعد عبارة عن مدفع وطيارة، بل أصبحت لها أوجه كثيرة ومنها الحرب الاقتصادية، فالغلاء ليس عشوائياً، فهو مخطط حتى تتعرض مصر لأزمات اقتصادية ومشاكل ولكن فى المقابل هناك مخططات من الجانب المصرى أيضاً لكيفية التغلب على هذه الأزمات، فهناك مبدأ قاله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر «يد تبنى ويد تحمل السلاح» ففى وسط هذه الحرب لم تتعرقل مصر اقتصاديًا، فهناك مشاريع ضخمة يتم تنفيذها مثلما يحدث فى العاصمة الإدارية وقناة السويس الجديدة، والمصانع التى يتم افتتاحها وتطوير التعليم.. فهناك دراسات استراتيجية لتقدم البلاد.

 

ما هي أبرز المشروعات التى تتم تنميتها فى سيناء خلال المرحلة القادمة خاصة بعد تطهيرها من الإرهابيين؟

هناك خطة وميزانية لتخطيطها من خلال التطوير العلمى والطرق والمدن الجديدة والمصانع المشروعات السياحية والمزارات سانت كاترين فى شرم الشيخ ونويبع وطابا والعريش، فهناك ميزانية محترمة ومسئولون للتخطيط والتنفيذ للتنمية فى سيناء.

 

من أبرز الشخصيات التى قامت بأعمال بطولية أثناء حرب أكتوبر؟

هناك عدة أسماء لها علامات لمن يدرس التاريخ العسكرى المصرى منذ الفراعنة، فكما نرى فى الآثار كان الفرعون على رأس القوات ونأتى فى العصر الحديث فى يوم الشهيد كان الفريق عبدالمنعم رياض رحمه الله رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الحد الأمامى للدفاعات أمام القناة بينه وبين العدو 200 متر، ومن أوائل شهداء حرب أكتوبر العميد شفيق مترى سدراك.

هذه رسالة أوجهها للسلفية الجهادية والطائفيين، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فهم خير أجناد الأرض وفى رباط إلى يوم الدين»، وكانت مصر فى ذلك التوقيت مسيحية، فهذه هى الجينات المصرية ونحن الآن فى أكاديمية ناصر تدرس لبعض الدارسين القادمين من سيناء الذين يقسمون -بلا أى مجاملة- على البطولات التى تحدث الآن فى سيناء، لدرجة أن هناك بعض الجنود الذين انتهت مدة خدمتهم يرفضون الخروج حتى يتم تطهير سيناء من البؤر الإرهابية.

وقد قال لى صديق: «إن الجنود الموجودين لديه من كتيبة الصاعقة أقسموا على الأخذ بالثأر مثل الصعايدة لزملائهم الذين استشهدوا فى عمليات التطهير، فهذا هو المقاتل المصرى.

 

أهم الأدوار خلال حرب أكتوبر؟

خلال حرب الاستنزاف التى سبقت حرب أكتوبر كانت هناك نقطتان فى غاية العظمة، الأولى هى بناء حائط الصواريخ الشهير كيف تم بناؤه وساهمت فيه شركات المقاولات، وتطوير الدفاع الجوى، وكان لنا الشرف أنه وبعد وقف اطلاق النار ارسلنا فى بعثة للاتحاد السوفيتى ودرسنا وأحضرنا صواريخ جديدة، ويكفى فخراً أن الاسرى من الطيارين الذين اسقطوا فى حرب أكتوبر أكدوا أنهم صدرت لهم تعليمات من يوم 7 أكتوبر بعدم الاقتراب من القناة لمسافة 15 كيلومترا وهو حائط الصواريخ، والبطولة الثانية كانت كيفية عبور خط بارليف وقناة السويس المانع الطبيعى وكيف تتم الدراسة بدقة لاتجاه الريح فى القناة وكيفية فتح الساتر الترابى الذى توصلنا اليه من خلال مقدم مسيحى الديانة.

هذا المقدم كان يقوم بإصلاح المركبات وقبل العمل فى الجيش كان يعمل بالسد العالى وربنا أوحى له بهذه الفكرة وفى حواره معى صرح لى بأنه كان نائما مستيقظا بهذه الفكرة فى حيرة حتى يقدمها لرؤسائه وقال لقائد الفرقة 19 الذى استمع اليه واهتم بفكرته وبعد دراسة الفكرة تمت تجربتها ونجحت.

 

وماذا عن دورك في الحروب الماضية؟

كنت فى حرب أكتوبر رئيس عمليات كتيبة صواريخ سام 6 دفاع جوى واخطرت بتنفيذ العملية يوم 6 أكتوبر وفى الصباح أحضر لى النقيب مفتاحا مدونا به تحديد ساعة الصفر، وفى الساعة الثانية بعد الظهر بدأت رحلتنا وتمت الضربة الجوية.

شاركت في أبريل 67 بقاعدة الملز الجوية وقامت الحرب فى يونية 67، وظلم فيها الجيش المصرى وحدث

الانسحاب ولكن بعد هذه الهزيمة القاسية فى 5 يونية بأيام وقعت معركة رأس العش عندما حاولت القوات الاسرائيلية فى شمال سيناء دخول بورفؤاد واحتلالها، وتصدى لها فريق صاعقة ومنعها، ثم بعد أسابيع حضر قائد للقوات الجوية جمع الطائرات وقام بإغارة على سيناء لدرجة أن القوات الاسرائيلية فوجئت واستغربت كيف لمصر أن تقوم بعد هزيمتها بأيام قليلة بعمل هذه الغارة، وأعقبها فى شهر 11 حدثت معركة ايلات واغراق المدمرة، وهذا يعنى أن مصر لن تركع ويرجع الفضل الى الفريق محمد فوزى الذى أعاد بناء القوات المسلحة بطريقة غير طبيعية، ووقعت حرب الاستنزاف وقدر لى أن خدمت فى الجيش الثالث فى جزيرة صغيرة جداً مساحتها 100متر *80 مترا جنوب السويس بثلاثة كيلومترات ما بين الضفة الشرقية والغربية للخليج وتدعى «الجزيرة الخضراء» وحدث فيها التصدى لطائرات العدو واسقاط بعض طائرات الاستطلاع، وكان هناك دور عظيم للدفاع الجوى فى حرب الاستنزاف.

وفى يوم 5 أكتوبر صدرت لنا الأوامر ليلاً بالتحرك واحتلنا على الضفة الغربية بالقناة وساهمنا مع باقى القوات فى منع القوات الجوية من التدخل فى الخطة وطبعاً العبور بالقوارب وتدمير خط برليف بعد دراسة دقيقة لاختيار التوقيت والمواعيد فتم اختيار الساعة الثانية ظهراً حتى تكون الشمس فى عيون العدو لا يستطيعون مشاهدتنا وتم اختيار شهر أكتوبر يوم السبت من أجل عيد «كيبور» وتم خطة خداع استراتيجى حينما أعلن السماح للضباط الراغبين بالحج الذهاب لأداء الفريضة وبعض العساكر لعبوا كرة على شط القناة فى السادسة صباحاً.

 

ما شعورك فى ذكرى هذا اليوم؟

حتى الآن نحن نتواصل مع بعضنا البعض حتى الآن لنسترجع ذكريات 6 أكتوبر ونحن فى غاية السعادة.

 

وماذا عن مبارك والحرب؟

بصرف النظر عن الأسماء والأشخاص والنواحى السياسية لا ننسى أن قائد القوات الجوية فى حرب أكتوبر الفريق حسنى مبار أنا لا أتحدث عنه كرئيس ولكن كفريق، فأنا فى بداية تخرجى خدمت تحت قيادته فى بنى سويف فهو رجل حاسم وحازم وإنسان، بعد حرب 67 أصبح «مبارك» قائداً للكلية الجوية وفى حرب اكتوبر بدأت الحرب بالضربة الجوية ولا ننسى أن القوات الجوية الاسرائيلية من القوات المعدودة فى العالم وتصدت لها القوات الجوية والدفاع الجوى فى توقيت واحد ويكفى بعض العبارات التى قالها بعض الخبراء العسكريين العالميين كيف غيرت حرب أكتوبر الفكر الاستراتيجى الإسرائيلي.

 

رسالة توجهها للشباب المصري وشباب سيناء بصفة خاصة؟

الصراع مستمر والكارهون لمصر يريدون تحجيم مصر اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً وأمنياً... إلخ، فالجميع يعلم أن سيناء بها أماكن سياحية وما يحدث من وقائع إرهابية يؤثر على السياحة، وبالتالى على دخل مصر.. وهو ما تسعى إليه دول الغرب، وهذا ما يسمى بالحرب بالوكالة عن طريق التخطيط الجيد من أعداء مصر.. ورغم ذلك فإن الرئيس السيسى حرر مصر من الطائفية والعنصرية الإخوانية»، فهو يعلم جيداً أن مصر إذا ضعفت ستكون لقمة سائغة فى يد أعدائها ولذلك لابد من تطوير القوات المسلحة سواء فى القوات البحرية أو الجوية أو البرية وغير ذلك من القوات حتى تظل مصر قوية.

أغلب الشباب المضلل الموجودين حاليًا فى سيناء ليسوا مصريين، فهناك جنسيات عديدة ومرتزقة، وصعوبة الحرب فى سيناء تعود إلى أن سيناء مساحتها كبيرة والعملية 2018 فى سيناء قسمتها بمجسات إلى قطاعات معينة كل قطاع به وحدة تجس سيناء متراً متراً بالقدم وتكتشف أن فى هذا المكان عبارة عن مخزن وذخائر.. وأصعب شىء أن الجيش المصرى محترم ينفذ القانون الإنسانى، فمثلاً لو أن إرهابياً هرب ودخل المدينة فهل من أخلاقيات الجيش المصرى تدمير المدينة للقبض على هذا الإرهابى؟ هذا لن يحدث، فرجال الجيش يحافظون على أرواح المدنيين وممتلكات الأهالى، ويتحملون صعوبات كى تكون الحرب شريفة ومقدسة، وفى خلال أيام قليلة جداً سيتم تطهير سيناء من البؤر الإرهابية.