عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المرجعية الإسلامية

كثيرون - من الغربيين والمتغربين- الليبراليين منهم والعلمانيين- يدعون إلي تجريد خطابنا الثقافيّ والسياسيّ من الأبعاد الدينية الإسلامية..وينتقدون هذا الخطاب إذا نحن ربطناه بالمرجعية الإسلامية، وربطنا المصالح التي يتغيّاها هذا الخطاب "بالمصالح الشرعية المعتبرة" كما حددتها شريعةُ الإسلام..

لكنّ هؤلاء الغربيين والمتغربين يصمُتون صمت القبور عن الأبعاد الدينية البروتستانيته  للسياسة الغربية إزاء استعمار اليهودية الصهيونية لفلسطين، واعتبار ذلك مقدمة لهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل اليهودي علي أنقاضه، تحقيقا لشروط عودة المسيح ليحكم العالم ألف سنة سعيدة..كما يقول تفسيرهم لرؤيا حزقيال في الإنجيل..
كذلك يصمُت هؤلاء الغربيون والمتغربون صمت القبور عن التعليمات التوراتية- العنصرية والدموية- الحاكمة للسياسة الصهيونية إزاء فلسطين والفلسطينيين..
إنهم يهاجمون الخطاب الإسلامي إذا قال دعاته وعلماؤه: قال الله وقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم- ولكنهم يصمتون صمت القبور عن الفكر العنصري الدموي الذي كتبه أحبار اليهود وحاخاماتهم بأيديهم ثم كذبوا فقالوا هو من عند الله.. وإلا فهل يصحّ السكوت علي ما سطّره اليهود – في سِفر الخروج- إصحاح 13:5، وإصحاح 23:22 ، 23وإصحاح 34:11:12 من تشريع للغزو والإبادة لشعوب أرض كنعان: " وَمَتَى أَدْخَلَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا ... وَالْجِرْجَاشِيُّون َوَالأَمُورِيُّونَ وَالْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ وَالْحِوِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ. ... قَدْ نَصَرْتُكَ عَلَيْهِ مَعَ سَائِر جَيْشِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلْتَ بِسِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ مُقِيماً فِي حَشْبُونَ...إحفظ ما أنا موصيك اليوم: ها أنا طارد من قدامك الأموريين والكنعانيين والحيثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين  احذر أن تقطع عهدا مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخا في وسطك"
إننا هنا أمام خطاب ديني يأمر بالغزو..وبإبادة شعوب الأرض المحتلة..وينهي عن قطع أي عهد لأصحاب هذه الأرض المحتلة.. ومع ذلك يصمت الغربيون والمتغربون عن هذا الخطاب الديني اليهودي الذي يطبع اليوم علي فلسطين والفسلطينيين.. عندماً نراهم يستنكرون إحياء خطابنا السياسي والثقافي في تعاليم القرآن الكريم التي تنهي عن العدوان، وتحصر القتال فقط في ردّ هذا العدوان عن العقيدة والوطن، وتدعو إلي الوفاء

حتي للمشركين.
وهناك – في بعض الفضائيات والكتابات- من يستنكر أن يكون من أسماء الله الحسني " المنتقم" و"الجبار" مع أنه منتقم من الظلمة وجبار فوق الجبابرة..وفي ذات الوقت رؤوف رحيم تواب حتي علي هؤلاء الظلمة والجبابرة إذا هم تابوا عن الظلم والجبروت. والغريب أن هؤلاء الناقدين يؤمنون ويتعبدون بالتراث الدموي اليهودي الذي يصوّر الرب إلهاً سوّيا متعطشا للارتواء بدماء كل الأمم والشعوب- غير اليهود!- فلقد كتبوا – في سفر حزقيال – إصحاح 29 :17 – 19: "هكذا قال السيِّد الربُّ: قلْ لطائر كلّ جناح ولكل وحوش البرّ اجتمعوا وتعالوا احتشدوا من كل جهة إلى ذبيحتي
التي أنا ذابحها، لكم ذبيحة عظيمة على جبال إسرائيل لتأكلوا لحما وتشربوا دما. تأكلوا لحم الجبابرة وتشربوا دم رؤساء الأرض.. تأكلوا الشحم إلي الشبع وتشربون الدم إلي السكر من ذبيحتي التي ذبحتها لكم"!!
بل لقد كتبوا علي لسان ربهم – في سفر إشعيا. إصحاح 34: 1-6-: " اقتربوا أيها الأمم لتسمعوا ..تسمع الأرض وملؤها، المسكونة وكل نتائجها، لأن للرب سخطا على كل الأمم، وحموا على كل جيشهم ، قد دفعهم إلي الذبح، فقتلاهم تطرح، وجيفهم تصعد نتائنها، وتسيل الجبال بدمائهم، ويغني كل جند السموات..للرب سيف قد امتلأ دما!!..
هذا الخطاب الديني الدموي ..الذي يطبق الآن علي ارض فلسطين..والذي يصمت عند الغربيون والمتغربون!