موسم التنقلات الحزبية
في الأسابيع الماضية و خلال أستعداد الأحزاب للأنتخابات البرلمانية تسارعت الأحداث و بدء الوقت يداهم الجميع مع قرب غلق باب الترشيح. و من خلال هذا السباق المحموم ظهر مدي التباين الواضح بين الثورة و السياسة. أيقنت الكثير من الأحزاب أن المد الثوري الملتهب ربما لا يضمن لها مقعد في البرلمان.
و من ثم و علي غرار موسم الإنتقلات الشتوية في كرة القدم بدأ موسم التنقلات الحزبية. باتت الأحزاب منهمكة في البحث عن كل من له رصيد شعبي بصرف النظر عن قدرته علي العطاء في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ البلاد. راح المرشحون هم الأخرون يبحثون عن ترتيب متقدم لهم في القوائم الحزبية. فكان المرشح يسكن علي قائمة الليبراليين في الليل و بصبح علي قائمة الوفد في اليوم التالي و آخر يختلف مع الحرية و العدالة فيخوض المعركة مستقلاً و لا عزاء للأيدولوچيات السياسية. بات الوضع كما لو كنا في بازار في خان الخليلي أو سوق الكانتو حيث يكثر الفِصال و المزايدة. فكل مرشح يبحث عن أفضل العروض و ينتقل من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار ما بين يومآ و ليلة. و الأحزاب تبحث عن "الحصان الكسبان" أو "الممول الدفيان" و كله يرزق من فضل الله. و بين العديد من تلك الأمثلة تطرح أسئلة
الحقيقة التي يجب علينا قبولها هي أن ما بين الثورة و السياسة الاف الأميال. لذلك ما يدور في كواليس السياسة من تربيطات و استقطاب مرشحين قد لا يكون له أي صلة بالثورة لكن هو للأسف الطريق الوحيد لتحقيق أهدفها. كيف نقبل بذلك؟ للأسف هذا هو الحل الوحيد. مثل ذلك كطريق وعر يجب أن نسلكه لنصل إلي غايتنا. فهل الغاية تبرر الوسيلة إذا؟ للأسف حتي صدور تلك السطور و مع قرب إنتهاء موسم التنقلات الحزبية تبقي الغاية هي الوسيلة.