عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«تنحى مبارك» ذكرى لم شمل المصريين على بناء وطنهم

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن أحد يتوقع أن يكون يوم الجمعة 11 فبراير يوماً فارقاً في حياة المصريين، وأن الفرحة ستعم  جميع المصريين دون انقسام، فتنحي الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك جمع فرحة المصريين،

بعد أن ظلوا قرابة 18 يوماً معتصمين بميدان التحرير مطالبين بالتنحي والرحيل من سدة الحكم، تجمع المصريون حول هدف واحد هو حب وطن والخلاص من الاستبداد والظلم والطغيان.
فرحة المصريين بالتنحي
وفور إعلان تنحي مبارك سادت حالة عارمة من فرحة مئات آلاف المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير بوسط القاهرة، وأخذ المتظاهرون يهتفون في حالة هستيرية  "الشعب خلاص أسقط النظام"، "أهمه أهمه المصريين أهمه"، و"دلعو يا دلعو حسني الشعب خلعوا"، وهم يصرخون فرحا ويلوحون بالأعلام المصرية، كما فقد البعض الوعي من شدة التأثر، بينما اخذ آخرون في البكاء من فرط الفرحة.
وعانق الناس بعضهم البعض في الشوارع، وخرج مئات الآلاف من سكان الإسكندرية إلى الشوارع في مسيرات احتفالية، كما انصرف عشرات الألوف من المحتجين من أمام قصر رأس التين في المدينة ومن أمام مقر التلفزيون منطلقين في مسيرات ابتهاج حاشدة، وفي مدينة أسيوط عاصمة محافظة أسيوط في جنوب مصر دوت طلقات الرصاص في مختلف أنحاء المدينة ابتهاجاً بنهاية حكم مبارك.
تنظيف الشوارع.. مهمة المصريين بعد التنحي
كانت نهاية حكم مبارك بادرة الأمل لدى المصريين فى تحسن أحوال البلاد وتحقيق الاستقرار والأمان والحرية التى طالما حلموا بها طوال ثلاثين عاما، وبقيت الآثار الإيجابية لخلع مبارك في نفوس الشباب والفتيات الذين نظموا حملات نظافة وطلاء الشوارع في القاهرة والإسكندرية وكل محافظات مصر، إيمانًا منهم بأنه وكما يتمنون تطهير بلدهم من الفساد، يجب أن يكون بلدهم نظيفًا أيضًا على المستويين الشكلي والجمالي.
ومن منطلق "من أفسد شيئاً عليه إصلاحه"، قام المتظاهرون عقب إعلان تنحي مبارك، بتنظيف ميدان التحرير بالكامل، وجمع أكوام القمامة، وطلاء الأرصفة والحوائط، وكانت أدوات التنظيف كلها من تبرعات الشباب من الميدان.
ودشن عدد من النشطاء حملات إلكترونية منظمة على موقع «فيس بوك» لإعادة إعمار مصر وتنظيف شوارعها وتجميلها، وانعكس هذا بشكل واضح على الشارع المصري وعلى سلوك المواطنين، في هذه الفترة.
وبدأ الشباب في كتابة المبادرات مع تحديد أيام وساعات البدء في تنفيذها عملياً على الأرض، حيث يخصص يوم لمنطقة سكانية معينة، داعين شعب مصر إلى أن يكون إيجابياً بحيث يعيد مصر إلى مظهرها الحضاري الجميل.
ففي مدينة نصر خرج شباب وفتيات أمام نادي السكة الحديد حاملين أدوات النظافة، لتطهير المربع السكني من مخلفات الشوارع وقاموا بجمع القمامة في أكياس كبيرة، واتفقوا مع إحدى السيارات لنقلها خارج المنطقة.
وتحت شعار "إيدك بإيدي.. نعمر ونبني"، خرج أبناء مساكن الضباط بدمنهور لتنظيف وتجميل الشوارع الرئيسية، وفي الإسكندرية، انتشرت مجموعات من الشباب على طول كورنيش

البحر للقيام بحملات النظافة وإزالة آثار تظاهرات الأيام الماضية التي تراكمت على جانبي الطريق بداية من منطقة العصافرة حتى بحري.
وفي الشرقية.. واصل الشباب أعمال تنظيف الشوارع وطلاء الأرصفة وقاموا بتشغيل مكبرات الصوت لسماع الأغاني الوطنية لزيادة حماسهم.
وفي القليوبية نظم عدد كبير من شبابها حملات نظافة بالمدن بعد دعوة أطلقتها مجموعة على موقع فيس بوك بعنوان «يلا ننظف بلدنا»، وقال الشباب في دعوتهم إنه سيتم التنظيف خلال هذه الحملة بالتنسيق مع مجالس المدن للحفاظ على المظهر العام في الشوارع والميادين الرئيسية.
آخر مرة لتلاحم المصريين
من مميزات تنحي مبارك تلاحم الشعب مع بعضه البعض، فكانت هذه الفرصة الأخيرة فى تعاون وتلاحم الشعب كله فى أيد واحدة، حيث كان المصريون على فرقة بين تأييد الثورة ومعاداتها، ولكن عقب وقوف الجيش فى صف الثورة المصرية وتنحي مبارك، توافق الشعب المصري على هدف واحد، وهو مواجهة الفساد وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية التى كانت من شعارات ثورة يناير.
الجيش فى صفوف الشعب
شعب صنع ثورة فاتحد معه الجيش، لم يكن الشعب فقط هو من تلاحم وتوافق مع بعضه البعض، إنما كان للجيش دور فى الوقوف بصف الشعب وتحقيق مطالبه، "الجيش والشعب.. أيد واحدة" كان هذا هو هتاف المصريين بعد تنحى مبارك، واستلام المجلس العسكري الحكم لفترة انتقالية.
بعد ظهور موقف الجيش المؤيد للثورة وسرعة انتشار القوات المسلحة في المدن خلال أيام، عادت ثقة الشعب للجيش مرة أخرى، بعد أن كان يظن أنه يقف مع المخلوع كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة.
كان للجيش دور فى ميدان التحرير، حيث ظهر أكثر من مرة ضباط للقوات المسلحة يشاركون المتظاهرين بميدان التحرير، لحظات غضبهم وفرحهم، كما ظهر توافق الشعب مع الجيش من خلال حمل المصريين رجال الجيش على أعناقهم وهتافهم معهم وسط حالة من الفرحة الغامرة.