رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"العصفورة " أيقونة الوفد لكشف الفساد

بوابة الوفد الإلكترونية

باب" العصفورة " فى جريدة الوفد كان إضافة مثيرة لمكونات عالم الصحافة فى مصر ، نالت العصفورة شهرة واسعة واثارت الذعر فى قلوب الفاسدين والمنحرفين بعد ان كشفت عن العديد من قضايا الفساد فى المؤسسات المختلفة ،

لتكون بذلك عصفورة تنقر كل فاسد عبث يوماً بحقوق الوطن وابناءه.
كانت الصحفية اللامعة سعاد أبوالنصر ابنة أخبار اليوم صاحبة فكرة باب "العصفورة " التي كان يخشاه الوزراء وكبار المسئولين، بل هي صاحبة فكرة رسم عصفورة علي هذا الباب وكانت سعاد أول من قدم هذه النوعية من الأخبار للوفد. إلا أن سعيد عبدالخالق تلقف الفكرة وتلقف أخبارها الأولي من الكاتبة الصحفية ليتولى عبد الخالق كتابة باب العصفورة بعد ذلك لتكون كل الاخبار والمعلومات الواردة بالعمود على نفس الوتيرة من الصياغة الصحفية.
استطاع سعيد عبد الخالق أن يجعل من "العصفورة"  بابا رائعا جاذبا للقراء بشكل كبير وتقدم عبد الخالق  بباب العصفورة الى الامام ، وطور أخبارها من مجرد باب صغير إلي أن أصبحت تنشر علي صفحة كاملة.. ومنذ هذه اللحظات ارتبط باب العصفورة بإسم سعيد عبدالخالق وكان القارئ ينتظر باب العصفورة كل خميس أكثر مما ينتظر جريدة الوفد نفسها، كما كان يشتريها الوزراء ليلا  لمعرفة محتواها .
وعندما صدرت جريدة الوفد اليومية في مارس 1987 تم اجراء العديد من المحاولات لتحويل العصفورة من أسبوعية إلي يومية ولكن كان من الصعب على الجريدة فى ذلك الوقت ،فتم الابقاء عليها أسبوعية فقط،لعدة أسباب أولها أن كاتب العصفورة كان يلجأ الى أسلوب العصفورة أي عدم ذكر أسماء من تشملهم هذه الأخبار بسبب خوفه من بطش الحكومة ومطاردةالجريدة  قضائيا بعد ذلك .
وبعد زيادة معدل الحرية الصحفية، واتساع سقف الحريات  تم نشر الأخبار بأسمائها الحقيقة ولم يعد الكاتب بحاجة إلي الحروف او الأسماء المستعارة  فتوقفت العصفورة.. ولكنها سرعان ما عادت الى الوفد مرة اخرى بسبب هبوط التوزيع ، لتحتل صفحتين بدلا من كونها باباً  صغيراً .
وكان الهدف من العصفورة هو الكشف عن الفساد داخل المؤسسات دون ذكر اسماء مسئوليه ، لتترك الاستنتاج لذكاء القارىء ، وتعتبر الوفد أول صحيفة تفتح المجال امام هذا

النوع من الكتابات الصحفية ،لتقوم بعض الصحف باتباع أسلوب العصفورة بعد الوفد من أجل الفوز بحصة أكبر من التوزيع .
وكشفت العصفورة العديد من قضايا التلاعب المالى والفساد السياسى داخل مؤسسات الدولة بالاضافة الى الكشف عن الطرف الثانى من المسئولين والوزراء فى ذلك الوقت ، ومن بين هذة القضايا فساد زكى بدر وزير الداخلية الاسبق وفوزى معاذ محافظ الاسكندرية الاسبق ، وكان اخر هذة القضايا قضية المرسيدس .
وكان كاتب العصفورة  يلقب كل نائب أو وزير بلقب ،فهذا نائب التأشيرات أبولمعة وذلك مدبولى الفشار وهذا وزير القمار وهكذا، فكانت ألقابه لاذعة تكشف حقيقة الفساد المستتر، وقد تعرض سعيد عبدالخالق لحملة مراقبة من زكى بدر وزير الداخلية الراحل ليعرف مصادر أخباره .
وتعد الخلافات التى نشبت بين الكاتب الصحفى سعيد عبد الخالق و الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب انذاك السبب الذى أودى بحياة العصفورة ، رغم انها استمرت لفترة وتناوب على اعدادها عدد من الزملاء من بينهم احمد لطفى وجمال شوقى واحمد بكير وجمال ابو الفتوح ومحمد مهاود وواصلت كشف قضايا الفساد.
وهكذا كانت عصفورة الوفد تنمتم فى أذان الشعب المصرى بالعديد من الاسرار الكاشفة للفساد والفاضحة لمن حللت لهم ضمائرهم النهب من اموال الدولة، ورحلت العصفورة عن الوفد تاركة وراءها تراث لن يغفله من عاصر تاريخ الصحافة الحرة  ، لتعبر عن سماء النضال والكفاح التى  رفرفت فيه داخل بيت الامة .