رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

"الجذور" تعيد "كونتا كنتي" إلى شاشة التليفزيون

بوابة الوفد الإلكترونية

ما زالت صرخاته تملأ الوجدان نسمعها كلما ذكر مسلسل الجذور«Roots The Next Generations»

الذي عرفه المشاهدون العرب خصوصا باسم «كونتا كينتي». وهى قصة تروي الرق والعبودية اللا إنسانية التي كان الغرب يحترفها بكل صورها المجردة من كل ذرة انسانية بشرية.. والمسلسل من أهم الأعمال المأخوذة عن نص أدبى لقصة حقيقية، في نهاية السبعينات من القرن الماضي وحظى بشعبية كبيرة في مصر والعالم العربي، عرض المسلسل وشاهده أكثر من مائة وثلاثين مليون مشاهد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وتلك القصة جعلت من «أليكس هالي» أحد أغنى الكتاب في العالم، وكانت السبب الرئيسي في شهرته، ونال عنها إحدى أرفع الجوائز الأدبية في أمريكا ومؤخرا قرر ديرك هوجسترا رئيس قناة «هيستوري»، إعادة إنتاج  مسلسل «الجذور»، الذي يقوم بإنتاجه الممثل «ليفار بورتون»، والذي لعب فيه دور «كونتا كنتي» الشخصية الرئيسية في هذا المسلسل، والمسلسل يعد نقطة تحول جوهرية في التليفزيون الأمريكي، ولاقى المسلسل وقت عرضه عام 1977 على قناة «إيه بي سي» الأمريكية نجاحا منقطع النظير قبل أن يعرض على شاشات العالم أجمع، ويروي فصولا كاملة عن العنصرية في أبغض أشكالها.. ولقد صدرت الرواية المأخوذ منها عام 1976، وترجمت إلى 37 لغة وبيع منها أكثر من 50 مليون نسخة، وحصل المسلسل على عدد لا بأس به من الجوائز. وقد ألهمت الرواية انتاج عمل اخر هو الفيلم التلفزيوني «جذور الهبة» عام 1988.. أما قريته والقري المجاورة لها في جامبيا، فإنهما أضحتا محجاً سياحياً للكثير من قراء الكتاب ومشاهدي الفيلم، والمسلسل؛ كما اعترفت بهما اليونسكو كموقعين أثريين تاريخيين بارزين...والمسلسل يبدأ في 1750 وفي قرية «جوفور» على مسيرة أربعة أيام من ساحل جامبيا في غرب أفريقيا ولد طفل ذكر يدعى كُنتا كنتِي، كان والده ذا كلمة مسموعة في منطقته فعلّم ابنه فنون القتال والصلابة.عاش كونتا مع أسرته حياة هادئة، وعندما بلغ السن التي تؤهله للعمل خرج للرعي. وكان بعد الرعي يذهب لكتّاب القرية لحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية. وفي أحد الأيام اتجه للأدغال يفتش عن شجرة يصلح خشبها لعمل طبلة، فاختطفه تجار العبيد وهو في سن السادسة عشرة حيث وضعوه في سفينة ومعه ايضاً أعداد كبيرة فاقوا الـ 100 شخص وأبحروا بهم إلى بلاد الحرية. رحلة العذاب الطويلة التي تقطعها السفينة من ساحل أفريقيا إلى ساحل أمريكا الشرقي.. رحلة تمتد لعدة أشهر عبر محيط متقلب الأجواء وفي مكان أقل ما يوصف بأنه قبر.. وقد اختفى كونتا منذ سنة 1776. وقد تم وضعه على ظهر السفينة لورد لونجييه القادمة من جامبيا وهو ما أكدته الصحافة الأمريكية أيضا في إعلاناتها خلال تلك الفترة من وصول السفينة وعلى متنها حمولة منوعة من بينها 98 زنجيا من أصل 140 كانوا على متنها عند بداية الرحلة، بعد أن مات خلال الرحلة الشاقة أكثر من 40 زنجيا ألقيت أجسادهم طعاما للاسماك. وبقى 98 زنجيا فقط على قيد الحياة من أجود أصناف البشر، ومن بينهم كونتا كينتي وقد كووا بالنار على ظهورهم بعلامة «LL» رمز وعملية الاختطاف تمت قبل ما يزيد على 200 سنة. وخلال هذه الأعوام وعبر أجيال سبعة توارثت عبودية مفروضة عليها من قبل الرجل الأبيض.. رفض كونتا الطعام الذي كان يقدم له، لم يكن طعاماً إنما شىء صلب لا تتحمله المعدة.. كانت رحلة عصيبة، عانى فيها المحبوسون من آلام الأسر، الجوع، والرائحة الكريهة. امتلأ كل المحبس بالقمل والبراغيث، والفئران ضخمة الحجم التي كانت تعض الجروح المتقيحة. وصلت السفينة الى شواطئ أمريكا. ونزل المساجين ومن ضمنهم كونتا وأدخلوا في المزاد وبيع بأعلى سعر في المزاد بـ 750 دولاراً لجون وولر من عائلة برجوازية. كان كونتا يعلم فقط أن عليه أن يهرب من هذا المكان المخيف أو يموت في المحاولة. حاول أربع مرات أن يفعل، وبعد كل محاولة فاشلة يتعرض لأقسى أنواع التعذيب. وفي آخر محاولة للهرب، اختبأ في عربة لنقل التبغ،

وظل يجري نحو الشرق نحو أفريقيا، واختبأ داخل دغل. فجأة سمع نباح كلاب، كان يطارده رجلان من البيض الذين يتعقبون السود الهاربين من أسيادهم. دخل في معركة معهم وضرب احد الرجلين بحجر في وجهه، وأمسك أحد البيض بفأس صغيرة وأشار إلى قدم كونتا، لقد هوت الفأس على قدمه فأطاحت بمقدمتها وصار كل شيء مظلماً.

غضب السيد ويليام وولر من قطع قدم كونتا فقام بشرائه من أخيه، وعالجه من الجرح. وفي مزرعته استطاع «كونتا» أن يبدأ حياة جديدة ويتأقلم بعض الشىء مع السود الذين يعملون في نفس المزرعة، حيث اعتنت به سيدة سوداء «بيل» الطاهية في المنزل الكبير وأصبحت تعالجه وتدربه على المشي بعكاز وتزوجها وهو في سن الـ39 وأنجب منها بنتاً في 1790 سماها «كيزي»، وأصر كونتا على تعليم ابنته كل شيء عن أفريقيا.. أصيب كونتا بالصدمة حينما سمع خبر أن سيده يريد ان يبيع «كيزي»، حاول أن ينقذ ابنته بكل ما يستطيع فأمسك بالسلاسل في جنون ..عندها دوت رصاصة من مسدس الشريف بجوار أذن كونتا فوقع على ركبته وأحس برأسه يكاد ينفجر.. هجمت «بيل» على الشريف فلطمها بقوة أطاحت بها على الأرض وقام بحمل كيزي ووضعها في العربة وانطلق بها مهرولاً.. حاول كونتا ان يتشبث بالعربة وراح يجري وراءها في ذهول حتى اختفت السيارة.. لقد ذهبت «كيزي» ولن تعود.. ولن يراها مرة اخرى، حدث هذا وكان عمره 55 سنة، تعلمت كيزي سراً كيف تقرأ وتكتب، إذ كان محظوراً على العبيد آنذاك تعلم القراءة والكتابة، إلى أن انتزعت من والديها عنوة وبيعت إلى فلاح من ولاية كارولينا، نجح في جمع ثروة من مصارعة الديوك، وفي الليلة الأولى لكيزي في المزرعة يتم اغتصابها بوحشية لا مثيل لها من طرف سيدها.

أنجبت كيزي ولداً ذكراً في شتاء 1806، كانت تتمنى أن تسميه كونتا أو كنتي، لكنها خشيت غضب سيدها الذي أطلق على الصبي اسم (جورج).. وعندما بلغ جورج سن الثالثة بدأت كيزي تحكي له عن جده الأفريقي: (إنه طويل وبشرته سوداء كالليل ويميل إلى الوقار الشديد، وكان يحلو له أن يسمي الأشياء بأسمائها الإفريقية).. في العام 1861 اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية بين الولايات الشمالية والولايات الجنوبية التي تمسكت بالحق في استعباد الأفارقة، وأعلنت انفصالها عن باقي الولايات الشمالية.. وفي العام 1862 أصدر أبراهام لنكولن إعلان تحرير العبيد الشهير جاعلاً من تحريرهم في الجنوب هدفاً أسمى للحرب، وسرى الخبر كالوميض بين ملايين الزنوج في الجنوب. وأخيراً، وفي أبريل من العام 1865 استسلم الجنوب، وخرج الزنوج يحتفلون ويرقصون ،فلأول مرة يعانقون ويتذوقون طعم شيء اسمه الحرية.