خط أحمر
هذا هو أسبوع القضية فى فلسطين بامتياز، ويمكن القول إنه أسبوع الحصاد فى منظمة الأمم المتحدة فى نيويورك، حيث تنعقد اجتماعاتها السنوية فى مثل هذا الموعد من كل عام.
هو أسبوع الحصاد لأن الجمعية العامة للمنظمة عندما دعت إلى التصويت على «حل الدولتين» فإن حصيلة التصويت كانت لافتة، وكانت صادمة بالنسبة للولايات المتحدة ومعها إسرائيل، التى تصورت أن حرب الإبادة التى تشنها على الفلسطينيين منذ عامين تقريبًا سوف تقضى على القضية، فإذا العكس هو الحاصل رغم الثمن الفادح الذى دفعه الفلسطينيون.
حصيلة التصويت كانت الموافقة من جانب ١٤٢ دولة، أى الأغلبية الكاسحة من مجمل الدول الأعضاء التى يصل عددها إلى ١٩٣!.. ولا ينال من ذلك التصويت الكبير أن تكون ١٠ دول بينها الولايات المتحدة وإسرائيل والأرجنتين قد اعترضت، ولا أن تكون ١٢ دولة قد امتنعت عن التصويت.
فالفكرة أن ما قضت حكومة التطرف فى تل أبيب عامين تقتل من أجله لم يتحقق منه شىء، بل تحقق عكسه عندما أصبح الاعتراف بفلسطين يكتسب دولة جديدة كل يوم، وكانت البرتغال هى أحدث الدول حين أعلنت أول الأسبوع عزمها على أن تشارك دولًا كثيرة هذا الاعتراف.
وعندما عادت الجمعية العامة إلى التصويت مساء الجمعة ١٩ من الشهر، جاءت حصيلة التصويت لافتة وصادمة بأكثر من المرة الماضية. كان التصويت هذه المرة على حق الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى مخاطبة أعضاء الجمعية العامة، بعد أن رفضت الولايات المتحدة إعطاءه تأشيرة دخول لحضور الاجتماعات السنوية فى نيويورك!
أما الحصيلة هذه المرة فكانت أن ١٤٥ دولة أقرت بحق «عباس» فى مخاطبة أعضاء الجمعية العامة، ولكن لأن إدارة ترمب لم تمنحه التأشيرة فإنه وجد نفسه مضطرًا إلى مخاطبة العالم بالڤيديو، وما كان سيقوله لو حضر هنا سيقوله من رام الله هنا.
لا معنى لهذا كله إلا أن هذا هو أسبوع القضية بامتياز، وأن قرار حرمان عباس ورجال السلطة الفلسطينية من التأشيرة جاء فى صالح القضية على عكس ما تخيلت الإدارة فى بلاد العم سام.. إذ يكفى أن ثلاثة أرباع الدول صوتت لصالح الفلسطينيين فى المرتين، ولم يهمها أن تغضب واشنطن أو أن تزمجر تل أبيب، وما تكسبه القضية فى كل نهار يقول إن ما دفعه الفلسطينيون فى غزة، وفى الضفة، لم يذهب سُدى رغم فداحة ما دفعوه على كل مستوى.