عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هنا القاهرة!

الشعب يريد إسقاط النظام.. هذه هى المقولة السحرية، التى هزمت الأنظمة الشرق أوسطية.. دون طلقة رصاص واحدة.. فالثورة ماركة تجارية مسجلة عالمياً باسم مصر، وإن سبقتها تونس.. والميادين كلها فى العالم، تحاكى ميدان التحرير.. ابتسم أنت فى مصر.. هنا القاهرة.. والآن الربيع العربي يجتاح تل أبيب، لإسقاط النظام.. يرددون الكلمة الساحرة « ارحل».. وعلى فكرة الأعداد التى خرجت، غير مسبوقة فى تل أبيب.. مقارنة بعدد السكان.. وهو ما أزعج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.. فالحكاية ليست مجرد مظاهرة اعتادوا عليها.. لكنها أثر من آثار الثورة المصرية الرائعة!

 

لا هى ثورة تلعبها مخابرات أى دولة.. ولا هى ثورة نتيجة عملاء، وأجندات وكنتاكى.. ولا هى ثورة لقلب نظام الحكم.. ربما هى خليط من كل هذا، وربما لم تكن فى حسابات الحكومة، ولا الموساد.. وربما لم يكن أى شيء مما سبق صحيح.. إنه الربيع العربى.. فلم يكن يقف عند الحدود، ثم يقول إسرائيل منا وعلينا.. بالعكس اجتاحت رياح التغيير تل أبيب.. رفعوا شعارات مصرية.. وطالبوا بمحاكمة نتنياهو، على طريقة مبارك.. ورفعوا لافتات مكتوباً عليها «ارحل».. هنا مصر.. وهى مسألة لا تقلق نتنياهو وحده، ولكن تقض مضاجع الدولة العبرية.. وتجعل جهاز الموساد فى مأزق حقيقى!

لا أخفى سعادتى بثورة شباب إسرائيل.. ليس لأن تل أبيب، سينالها من الحب جانب.. ولكن لأن هؤلاء الشباب اعترفوا أن الثورة مصرية.. فقد  شهدت إسرائيل مظاهرات حاشدة، للمطالبة بإسقاط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، احتجاجًا على غلاء الأسعار، في أكبر موجة احتجاجات تواجهها حكومة تل أبيب.. وكان ما يقرب من 300 ألف مواطن إسرائيلي، اشتركوا في المظاهرات، للمطالبة بإقالة الحكومة الحالية، وخفض أسعار السلع المعيشية، وخفض أسعار السكن، وتحقيق العدالة الاجتماعية دون عنصرية أو تفريق في المعاملة، ورفع المتظاهرون شعارات «على خطى المصريين»، «مصر أصبحت هنا»، «كل جيل يريد مستقبلاً» و«الشعب يريد عدالة اجتماعية»!

لم أفرح لأن إسرائيل تقوم بثورة فقط، ولكن لأنها تسير على خطى مصر.. فقد كان موقف الحكومة الإسرائيلية متبايناً من الثورة المصرية..

أولاً: لم تكن سعيدة، لأنها قامت فى وجه مبارك الكنز الاستراتيجى..  ثانياً: أصبحت سعيدة لأنها قد تؤدى إلى فوضى.. ثالثاً: بدأت تستخدم الثورة لإشاعة جو من عدم الاستقرار المحسوب.. ومن هنا لم أكن أصدق أنها سعيدة بمحاكمة مبارك، إلا من هذه الزاوية.. وبالتالى لم يكن غريباً أن يذيع تليفزيون تل أبيب، تقريراً عن مبارك الذى قتل المتظاهرين، وهو يستمتع بالجاكوزى والساونا، فى جناح رئاسى فاخر بالمركز الطبى العالمى!

فما الذى حدث ؟.. هل تخلت إسرائيل عن حليفها الاستراتيجى؟.. لا ولكنه أصبح ورقة محروقة.. تستغله إسرائيل لضرب استقرار البلاد.. ومحاولة منها لتهييج الرأى العام.. يقول التقرير لابد أن مبارك، يشعر الآن ببالغ السرور والبهجة، لأنه رغم محاكمته الجارية، الا أنه يقيم حالياً فى الجناح الرئاسى بالمركز الطبى العالمى، وهو الجناح المكون من 11 غرفة تضم قاعة استقبال وغرفة اجتماعات، وغرفة بها صالون فاخر للغاية، وغرفة أخرى مجهزة بسرير طبى، هذا بجانب الغرف التى يوجد بها قاعة رياضية «جيمانيزيوم» وساونا وجاكوزى!

فهل وصلت الرسالة إلى البيت الأبيض؟.. هل يعرف أن استقرار مصر استقرار للمنطقة؟.. هل يعرف أن ميدان التحرير يمكن أن يسمع صداه، فى ميدان «تايمز سكوير»؟.. وهل كان قلق إسرائيل فى بداية الثورة المصرية، قلقاً على مبارك؟.. أم خشية أن تعبر الثورة الحدود، وتضرب قلب تل أبيب؟.. هنا القاهرة!