عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزمة مع الحكومة

هكذا تتطور الامور دائماً، ولكن هذه المرة كان التطور سريعاً ومباشراً. الشعوب تطلب من الحكومات فاذا فشلت في المطالب أو شعر الشعب بعدم الاستجابة أسقط الحكومة أو الانظمة. هكذا نتعلم السياسة شعب له مطالب تتزايد مع تأخر الحل ويرتفع سقف المطالب ليصبح أمراً واقعاً علي الجميع. وقد تأخر الشعب المصري طويلاً حتي قام بتغيير نظام مبارك، ولكنه نجح بعد أن اعتبره كل الخبراء نائماً. ولكن هذا التأخير أدي الي استيعابنا للدرس. وأصبح رد فعل الشعب والمواطن أكثر سرعة وأقوي. وهذا ما يحدث الآن في ميدان التحرير تحولت المطالب التي لم يتم الاستجابة إلي مطالب أعلي إلي أن وصل الأمر الآن إلي أن المطالب تريد رحيل حكومة الدكتور شرف لانها لم تتخذ اجراءات تحقق أهم المطالب للثورة.

كان يمكن أن يختلف الامر لو كان الدكتور شرف اتخذ الاجراءات التي أعلنها منذ يومين مبكراً في بداية فترة تكليفه.. ولكنه لم يفعل. وهذا هو نفس الخطأ التاريخي السياسي في العالم لو كان مبارك نفسه قد سمع صوتنا منذ سنوات وبدأ في تنفيذ اصلاحات فعلية حقيقية لكان قد أصبح بطلاً قومياً، ولكنه تعمد هو ونظامه الفاسد عدم التنفيذ فانفجر الشعب. وهذا ليس تشبيهاً بين عصام شرف ومبارك ولكنه مجرد مثال في السياسة. الدكتور شرف رجل محترم له رصيد كبير عند الناس. ومع الرصيد الكبير يأتي «العشم» المصري وتزداد التوقعات ومعها يكون الغضب أكبر وأقوي من عدم التنفيذ.

والحكاية لها حل اسمه المصارحة والثقة والحزم والانجاز. شعب مصر شبع تصريحات ووعود ويخشي من البطء. وبالتالي تأتي المصارحة علي قائمة الأولويات. مطلوب من دكتور شرف أن يكون

صريحاً جداً ولو اقتضي الامر أن يعقد مؤتمراً صحفياً صباح كل يوم في مقر رئاسة الوزراء لاعلان جدول أعماله ومخاطبة الشعب. الثقة مفقودة بين الحاكم والمحكوم في مصر عبر التاريخ ولا تظهر إلا في أوقات قليلة سرعان ما تختفي بعدها. وبما أن الدكتور عصام واحد من التحرير فان الثقة لن تعود في الحكومة إلا عندما نشعر انه يتعامل من هذا المنطلق فعلاً... وليصارحنا بالمعوقات لو كانت هناك عوائق. الحزم أمر واجب في كل حكومة. وحتي الآن هناك شعور عام بمدي طيبة الدكتور عصام وعدم حسمه لامور كثيرة أو توتره من اتخاذ القرار. وهذا معناه انه إما غير مقتنع أو أن هناك من يمنع ذلك... وهذه أمور مرفوضة. رئيس الوزراء المصري يجب أن يكون صاحب رؤية وخطة. هذه الخطة تقود الي انجاز. ونحن لا نريد من دكتور شرف حل كل المشاكل ولكن نرغب في أن يعلن عن اهتمامه بملف واحد وينجز فيه. هكذا يقول ميدان التحرير. وأتمني أن يستوعب الدكتور شرف ما يحدث وأن يخرج الينا ليتحدث لنستوعب نحن ما يحدث.