أزمة مع الحكومة
هكذا تتطور الامور دائماً، ولكن هذه المرة كان التطور سريعاً ومباشراً. الشعوب تطلب من الحكومات فاذا فشلت في المطالب أو شعر الشعب بعدم الاستجابة أسقط الحكومة أو الانظمة. هكذا نتعلم السياسة شعب له مطالب تتزايد مع تأخر الحل ويرتفع سقف المطالب ليصبح أمراً واقعاً علي الجميع. وقد تأخر الشعب المصري طويلاً حتي قام بتغيير نظام مبارك، ولكنه نجح بعد أن اعتبره كل الخبراء نائماً. ولكن هذا التأخير أدي الي استيعابنا للدرس. وأصبح رد فعل الشعب والمواطن أكثر سرعة وأقوي. وهذا ما يحدث الآن في ميدان التحرير تحولت المطالب التي لم يتم الاستجابة إلي مطالب أعلي إلي أن وصل الأمر الآن إلي أن المطالب تريد رحيل حكومة الدكتور شرف لانها لم تتخذ اجراءات تحقق أهم المطالب للثورة.
كان يمكن أن يختلف الامر لو كان الدكتور شرف اتخذ الاجراءات التي أعلنها منذ يومين مبكراً في بداية فترة تكليفه.. ولكنه لم يفعل. وهذا هو نفس الخطأ التاريخي السياسي في العالم لو كان مبارك نفسه قد سمع صوتنا منذ سنوات وبدأ في تنفيذ اصلاحات فعلية حقيقية لكان قد أصبح بطلاً قومياً، ولكنه تعمد هو ونظامه الفاسد عدم التنفيذ فانفجر الشعب. وهذا ليس تشبيهاً بين عصام شرف ومبارك ولكنه مجرد مثال في السياسة. الدكتور شرف رجل محترم له رصيد كبير عند الناس. ومع الرصيد الكبير يأتي «العشم» المصري وتزداد التوقعات ومعها يكون الغضب أكبر وأقوي من عدم التنفيذ.
والحكاية لها حل اسمه المصارحة والثقة والحزم والانجاز. شعب مصر شبع تصريحات ووعود ويخشي من البطء. وبالتالي تأتي المصارحة علي قائمة الأولويات. مطلوب من دكتور شرف أن يكون