عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل ثورة الجياع قادمة؟!

وجود 18 وزيرًا في حكومة الدكتور عصام شرف من أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك، يعني سقوط شرعية هذه الحكومة.. هذا الرقم ليس هينًا أو يستهان به، فعدد 18 وزيرًا في الحكومة بعد الثورة من أنصار النظام السابق، يعني أيضًا عدم الاعتراف بالثورة وأن ما حدث عبارة عن تغيير وجوه لا أكثر ولا أقل، والوزير الواحد يتبعه عدة إدارات ودواوين ومؤسسات حكومية، وبالتالي لم يطرأ عليها أي تغيير رغم الثورة الكبيرة المشهود لها عالميًا بالعظمة.

والإعلامي الكبير حمدي قنديل عندما يقول إن رجال زكريا عزمي لايزالون قابعين في رئاسة الجمهورية، فهذا يعني أن الثورة لم تغير كثيرًا من الواقع المرير الذي كانت تحياه البلاد في عهد الرئيس المخلوع. المواطن المصري لم يشعر بتغيير كثير، فالأوضاع في البلاد زادت ترهلاً وفوضي أكثر مما كانت.. والمستوي المعيشي للمواطن في انحدار شديد، والغلاء يكوي الناس ويذيقهم الويل وزاد علي ذلك فوضي عارمة في كل شيء ابتداءً من الشارع مرورًا بكل مؤسسات الدولة وانتهاء بتشتيت الأسر وحالة الضنك التي زادت بين المواطنين.. ووصل الحال إلي أن أسرًا عرضت نفسها للبيع في مزاد بميدان التحرير مركز الثورة التي أطاحت بنظام مستبد فاشٍ.. لست متشائمًا فقط من الأوضاع التي تدهورت أكثر مما كانت عليه في زمن النظام السابق، بل ازداد المرء حسرة وألمًا، إن هناك وزراء من أنصار «مبارك» في حكومة تسيير الأعمال، وأنصار آخرين في ديوان رئاسة الجمهورية.. ورغم حالات القبض علي كثيرين من أنصار النظام السابق البائد وايداعهم خلف القضبان، إلا أن هناك أذنابًا مازالوا، يرفعون صوتهم بكل بجاحة.. ولماذا لا يرفعون صوتهم ومن بينهم وزراء في الحكومة التي من المفترض أن تكون ثورية، تقضي تمامًا علي كل أذناب النظام السابق وتزيلهم من الوجود.. لكن علي العكس وجدنا أنصارًا للمخلوع

يقومون بمظاهرات، صحيح أنها قليلة العدد ومأجورة، إلا أن الأمر يعني أن الثورة لم تحكم بعد قبضتها علي زمام الأمور.

والذي يحير في الأمر أن الحكومة - حكومة الثورة - مازالت تتعامل مع الناس بنفس منطق الحكومات السابقة، لم يشعر المواطن بأي تحسين في أحواله سوي حرية التظاهر والصراخ دون تنفيذ شيء.. فلا يمر يوم دون أن تندلع مظاهرة أو وقفة احتجاجية أو اعتصام أو إضراب، والحكومة أعمت عينيها عن ذلك.. ولا تتحرك الحكومة لتنفيذ أية مطالب للمواطنين دون تحريك الجماهير من خلال ميدان التحرير.. فمع كل مليونية يتم تطبيق وتنفيذ مطلب للجماهير.. إنها حرية القطارة.. الثورة تعني تغييرًا كاملاً في كل شيء، أما ما يحدث فهو ما يرفضه العقل.. إذن لا تستقيم الأوضاع في ظل وجود 18 وزيرًا وانتمائهم للنظام البائد، كما لا تستقيم الأمور في ظل استمرار تفشي البيروقراطية والروتين داخل مؤسسات الدولة، وترهل الجهاز الإداري بها، والخوف الذي يملأ قلوب المسئولين صغارًا وكبارًا بكل قطاع.

ولا أتعجب عندما أسمع ترديد قرب وقوع «ثورة الجياع»، وكأن الثورة العظيمة التي قامت لا علاقة لها بهؤلاء الجياع؟!.. كما أخشي أن تقوم قائمة لفلول النظام البائد وسدنته في ظل الأوضاع المتردية.