عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المدينة الفاضلة

سنكتشف بصعوبة وبعد الكثير من المشاكل انه لا وجود لنظرية المدينة الفاضلة. وأن النظريةلا تطبق. ولا يوجد مجتمع بدون أزمات وفساد ومشاكل وبطالة. والفرق هو اننا بعد الثورة سنضع حداً لكل ذلك وسقفاً لا يستطيع معه أي شخص أن يسيطر علينا. ولكننا لن نصل أبداً الي المدينة الفاضلة... لا أحد يصل أبداً اليها لانها حلم. وبالتالي يجب علي الكثير منا أن ينفض من رأسه هذه الفكرة ويبدأ في التعايش مع ما يتواجد حوله علي أرض الواقع. ولنبدأ بمجلس الوزراء أو برئيس الوزراء الذي يجب عليه أن يعلم أن تركة المشاكل التي ورثناها ثقيلة جداً ويجب أن يعترف أن الامور لن يتم حلها في فترة وجيزة وأن عليه أن يختار وأن يتعامل بمزيد من الحزم. ومن الافضل أن يكون هناك حزم وربط وأن تكون التصرفات معتدلة بدلاً من الطيبة المفرطة التي ستنتهي حتماً الي انفجار غاضب فندخل في مرحلة الحسم والحزم المفرط.

ثم فلننتقل الي اللواء منصور العيسوي الذي عبر عن «قرفه» من الاعلام والذي يرفض أن يعترف بوجود انفلات أمني في مصر!!. تصريحات وزير الداخلية معناها أن الرجل بدأ مع الضغط العصبي يفقد أعصابه. وزير الداخلية يطالبنا نحن الشعب بأن نكون موضوعيين وأن نعترف بأن التواجد الامني أكثر بعد الثورة عما كان عليه قبل الثورة!! ويريد منا أيضا أن نعترف بأن مصر تشهد إنفلاتا أخلاقيا وإعلاميا. وأن هذا لا يساعد الشرطة علي تأدية عملها. والرجل معاه حق يا ناس لأنه يعيش في المدينة الفاضلة. الانفلات الاخلاقي الذي اعترف به الوزير هو جزء من تركة النظام السابق وثورة يوليو التي دمرت ثقافة المواطن وأفرزت أجيالاً بلا أسس مجتمعية صحيحة. ولكن اللواء منصور العيسوي هو

وزير الداخلية وليس وزير التضامن الاجتماعي أو وزير التعليم. أي أن واجبه أن يواجه هذا الانفلات لا أن يشتكي منه. ولو كل مسئول أو وزير اشتكي فلن نجد أحداً يحل المشاكل... والاعلام ليس مقرفاً أو منفلتاً يا سيادة الوزير، الاعلام يعاني تماماً مثل كل البلد. هناك اعادة هيكلة واعادة اكتشاف للذات في كل مصر. والوزير أمامه واجب. ومن غير المعقول أن تظل أقسام الشرطة هدفاً للبلطجية والمجرمين ثم يلوم الوزير المجتمع. اصلاح المجتمع يحتاج إلي عدة سنوات ولكن تحر الأمن لا يمكن أن ينتظر يوماً واحداً. واعتراف أي جهة بأخطائها أهم كثيراً من أن تبحث عن شماعة لتلومها. وهذا ليس معناه ان كلنا نؤمن ونعيش في المدينة الفاضلة ولكنه معناه أن الطريق الوحيد لانقاذ مصر هو أو نعمل وأن يركز كل واحد منا في أداء واجبه قبل أن يهاجم الآخرين ويلومهم.

يا سيادة وزير الداخلية مصر بها انفلات أمني فعلاً... الناس غير آمنة لان معدل الجريمة مرتفع. الناس غير آمنة لان الشرطة مازالت حتي الآن تبحث عن هيبتها ونحن ننتظر عودتها ليس بالطريقة القديمة ولكن بطريقة تضمن تطبيق القانون الذي غاب.