حنانيك إبراهيم عيسى!
إبراهيم عيسى صحفى كبير وإعلامى له كاريزما يتفرد بها فى أحاديثه وبرامجه المتلفزة وإن أخفق فى بعضها، ومنها ما جاء فى سياق إحداها ببرنامجه على قناة القاهرة والناس، من أن
99% من رؤساء أحزاب مصر يصدرون قرارات لا يعرفها -أو قبل أن يعرفها- نوابهم! وهذا غير صحيح يقينا بالنسبة لحزب الوفد فإن أي موضوع في الإطار العام للحزب ومبادئه لا يبت فيه رئيس الحزب إلاَّ بعد سماع ومعرفة آراء جموع الوفديين ومناقشتها باللجنة العليا، بل وأخذ الأصوات والاحتكام للأغلبية إذا اقتضى الأمر.. ثم صال وجال وأفاض بأن كل فصيل أو جماعة أو مجموعة أو قوى يجب ألاَّ تتحدث إِلاَّ عن نفسها فقط سواء كانت ثورية أم غير ثورية، وهذه حقيقة لأن الشعب هو الذي يقرر وبالتالي فعلي هذه الجماعات ألاَّ تتحدث إلاَّ عن نفسها ولكنه انبرى يوضح الفرق بين الوصاية والتنوير، وهو ما لا يحتاج إلى توضيح!.. ثم عرَّج مرة أخرى للحديث عن وزن وحجم كل فصيل سياسي عبر عنه بعدد مؤيديه في الشارع.. وهو أمر نصفه صحيح والنصف الآخر على غير ذلك لأنه يعتمد على ظرف الزمان والمكان والهيكل التنظيمي للشعب في كليهما..نعم حدث فيما قبل 23/7/52 مخالفات عديدة شابها غش كثير ولكنها أبدا لم تصل إلى حد جنايات الأشاوس الثوار!!.. وتميزت هذه الحقبة بثلاث:1- لم يحتكر حزب واحد فيها الحكم والسلطة لستة عقود متتالية! وكان لكل الأحزاب دون استثناء نصيب بها، طال أم قصر وإن جاء بعضها دون استحقاق!.. بل كان أحد رؤساء الأحزاب رئيسا للحكومة ووزيرا للداخلية وأجريت الانتخابات فى عهده ورسب بها وهو يحيى باشا إبراهيم 2- لم تتنام بها بدعة التزوير لتصل لحد أم الجرائم ماركة التسعات الخمس! 3- لم يزور فيها التاريخ ويوضع بزنازين الإهمال العمدى والنسيان القسرى!.. ولكنه أيضا لم يوضح لنا ماهية هذه الشوارع.. والكم فيها والنوع منها.. الشارع السياسى طويل وعريض وبه يتواجد الدهماويون أحياناً ولكن يظل به دائمًا أرباب الفكر والعلم والثقافة.. لمن فيها القيادة؟!.. نعم من المصريين من يكون عالما ومجادلا بالتى هى أحسن، ومنهم أيضا المخرب والسفاح والجاهل والأحمق والكاذب الأشر.. نكرر إذاً لمن تكون