رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

بكتيريا الأمعاء قد تساعد في تشخيص اكتئاب المراهقين

بوابة الوفد الإلكترونية

كشفت دراسة علمية حديثة أن التغيرات في بكتيريا الأمعاء قد توفر مؤشرات حيوية دقيقة تساعد على تشخيص الاكتئاب لدى المراهقين، في خطوة قد تمهّد لانتقال تشخيص الاضطرابات النفسية من الاعتماد على المقابلات والتقييمات الذاتية إلى أدوات بيولوجية أكثر موضوعية، بحسب تقرير نشره موقع "MedicalXpress" العلمي.

 

الدراسة أُجريت من قبل باحثين في مركز الطب النفسي بجامعة تشونغتشينغ الطبية في الصين، ونُشرت في مجلة Translational Psychiatry، وركزت على اضطراب الاكتئاب الشديد (Major Depressive Disorder)، الذي يُعد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا بين المراهقين.

 

ويُقدّر العلماء أن نحو 50% من مرضى الاكتئاب تظهر لديهم الأعراض الأولى خلال مرحلة المراهقة، وهي مرحلة حساسة تشهد تغيرات عميقة في الدماغ والجسم. ورغم ذلك، لا يزال تشخيص الاكتئاب في هذه الفئة العمرية يعتمد بشكل أساسي على المقابلات السريرية والاستبيانات، دون وجود فحوصات بيولوجية معتمدة.

 

فحص الدم والبراز

وخلال الدراسة، فحص الباحثون عينات دم وبراز لـ46 مراهقًا يعانون أول نوبة اكتئاب ولم يتلقوا أي علاج دوائي، وقارنوها بعينات 44 مراهقًا سليمًا من الفئة العمرية نفسها. وأظهرت النتائج فروقًا واضحة في تركيبة ميكروبيوم الأمعاء، إضافة إلى مؤشرات التهابية مرتفعة في دم المصابين بالاكتئاب.

 

وسجّل الباحثون ارتفاعًا في بروتينات مرتبطة بضعف الحاجز المعوي، مثل Claudin-5 وZonulin، إلى جانب زيادة مؤشرات الالتهاب مثل IL-6 وTNF-α. كما لوحظ انخفاض في تنوع البكتيريا النافعة داخل الأمعاء، واختلال في التوازن البكتيري بالأمعاء.

مفتاح التشخيص

وأبرزت الدراسة دور بكتيريا تُعرف باسم Collinsella، إذ وُجد أنها أكثر انتشارًا لدى المراهقين المصابين بالاكتئاب، وترتبط بزيادة الالتهاب وضعف سلامة جدار الأمعاء. وعند دمج قياسات هذه البكتيريا مع مؤشرات الالتهاب وبروتينات الحاجز المعوي، تمكن الباحثون من تشخيص الاكتئاب بدقة عالية.

 

ويرجّح الباحثون أن هذه التغيرات تؤثر في إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهي مركبات ناتجة عن تخمير الألياف الغذائية في الأمعاء، ولها دور مهم في صحة الجهاز العصبي والمناعة وتنظيم الالتهاب.

 

ويرى فريق البحث أن هذه النتائج تعزز الفرضية العلمية المتنامية حول محور الأمعاء–الدماغ، وتفتح الباب أمام تطوير أدوات تشخيص بيولوجية أكثر دقة للاكتئاب لدى المراهقين. كما قد تسهم مستقبلًا في ابتكار استراتيجيات علاجية جديدة تعتمد على تعديل ميكروبيوم الأمعاء إلى جانب العلاج النفسي والدوائي التقليدي.

 

وأكد الباحثون في ختام الدراسة أن الربط بين اختلال بكتيريا الأمعاء، وضعف الحاجز المعوي، والالتهاب الجهازي يمثل مسارًا واعدًا لتحسين فهم وتشخيص الاكتئاب في مرحلة المراهقة.