رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

تعيشى يا بلدى

كتبت منذ حوالى شهرين فى هذه الزاوية عن ظاهرة انتشار كلاب الشوارع بشكل كبير وحذرت من أن تجاهل هذه الظاهرة يعرض حياة المواطنين للخطر، وللأسف تعرضت لهجوم شديد من بعض المهتمين بحقوق الحيوان رغم أننى لم أطالب بإبادة أو إعدام الكلاب وانما فقط طالبت بتدخل الدولة للسيطرة على الظاهرة ووضع خطة واضحة للحد منها حفاظا على صحة وارواح المواطنين.

وأكرر وأؤكد أن انتشار الكلاب الضالة فى الشوارع وفى كل المحافظات بهذه الصورة المخيفة خطر داهم يهدد حياة المواطنين وأن الظاهرة واضحة تماماً، وتتطلب تدخلا عاجلا لاحتوائها ، بعدما تحولت إلى أزمة بيئية وصحية، ولم تعد تنتظر التأجيل مع ازدياد حالات العقر فى مختلف المحافظات.

وبقراءة سريعة فإن الأرقام تُشير إلى وجود مئات الآلاف من حالات عقر الكلاب سنويا فى مصر حيث تصل إلى أكثر من نصف مليون حالة فى بعض التقديرات، مع تسبب الكلاب الضالة بنسبة كبيرة منها، ما يؤدى إلى وفيات بسبب السعار تتراوح بين عشرات إلى مئات الحالات، كما أن الأرقام أيضا تشير إلى أن هناك أكثر من 40 مليون كلب ضال وهى تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية المعلنة والتى تقدر عدد الكلاب الضالة ب11 مليون فقط وحتى لو أن هذا الرقم الرسمى صحيح فإنه يوضح حجم التحدى الذى تواجهه الحكومة، للسيطرة على هذا الانتشار المتسارع أو لتوفير أمصال لمواجهة حالات.

ويرى الخبراء أن المشكلة ليست فى انتشار الكلاب فقط بقدر ما هى انعكاس لتقصير الحكومة فى مواجهة الظاهرة والخلل المجتمعى والبيئى المتراكم.

فالقمامة المنتشرة فى الشوارع، وضعف منظومة جمع المخلفات، وتراجع حملات التعقيم والتطعيم، كلها عوامل وفّرت بيئة خصبة لتكاثر الكلاب الضالة.

كما أن غياب الوعى المجتمعى وسلوك بعض المواطنين الذين يقومون بإطعام كلاب الشوارع ساهم فى جذب أعداد أكبر من هذه الحيوانات.

وكنت قد ذكرت فى المقال السابق واقعة افتراس أحد الكلاب الضالة للطفل عمر بمنطقة جسر السويس وهو طالب فى الصف السادس الابتدائى، والذى تعرض لهجوم مفاجئ من أحد الكلاب الضالة فأسقطه أرضاً، ومزق وجهه وأصابع يديه بأسنانه، ما أسفر عن إصابته بإصابات بالغة، وتسبب فى حدوث قطع بشريان ظهر اليد، وهو ما عرض الطفل لنزف شديد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الكلب المصاب بـالسعار نقل المرض للطفل، واستدعت حالة الطفل حقنة من نوع خاص، تُقدر قيمتها بنحو 1000 دولار.

وفى هذا المقال أيضا أتعرض لحالة جديدة لمسن من محافظة بورسعيد وهى من أهدأ محافظات مصر، ومع ذلك لم تسلم من ظاهرة انتشار الكلاب

فقد توفى مُسن فى بورسعيد يبلغ من العمر 75 عامًا إثر توقف فى عضلة القلب، بعد تأثره بإصابته البالغة جراء هجوم عنيف من مجموعة كلاب ضالة أثناء مروره بأحد شوارع حى المناخ.

وبحسب التقرير الطبى للمتوفى فقد أسفر الهجوم العنيف للكلاب عليه عن عقرات متعددة وتهتك شديد باليد من الكف حتى الكوع، إضافة إلى إصابات غائرة بالساقين والفخذ وظهور آثار الأنياب حتى كعب القدم، وتوفى الرجل المسن متأثرا بهذه العقرات، وهناك واقعة أخرى، فى بورسعيد أيضا أُصيب فيها القس أرميا فهمى، المتحدث الإعلامى لمطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، بعد تعرضه لعقر كلب ضال أثناء ركوب سيارته، ووجه القس أرميا نداءً للمسؤولين محذرًا من استمرار انتشار الكلاب الضالة، مؤكدًا أن تكرار هذه الوقائع قد يؤدى إلى ضحايا جدد حال عدم التحرك الفورى.

وانا من هذه الزاوية أطالب أيضا بالإسراع فى التعامل مع الكلاب الضالة، حفاظا على صحة وارواح المواطنين وأن تقوم أجهزة الدولة ممثلة فى وزارة الزراعة والتنمية المحلية بدورها فى حماية المواطنين من الانتشار العشوائى للكلاب الضالة.