تغطية المخاطر البيئية يجذب الاستثمارات فى قطاعات الطاقة النظيفة

قريباً.. مصر ضمن أسواق «الاقتصاد الأخضر» العالمية

بات التأمين الأخضر منتج تأمينى جديد، وذلك بعد التحديات البيئية والاجتماعية المعاصرة، هدفه دمج مبادئ الاستدامة فى جميع جوانب صناعة التأمين، بالإضافة إلى تغطية المخاطر البيئية، ودعم المشاريع والتقنيات الخضراء، واعتبار شركات التأمين محفزاً للتغيير الإيجابى نحو مستقبل أكثر استدامة.
وترى أمانى الماحى، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين، قائلة:«إن التأمين الأخضر يعيد تشكيل سوق التأمين المصرية، وذلك لأن التأمين الأخضر يعيد هندسة المشهد التأمينى فى مصر، وذلك عبر إدخال نماذج تقييم مخاطر جديدة ترتبط بالانبعاثات، والبصمة الكربونية، وكفاءة الطاقة، كما يدفع الشركات إلى تطوير منتجات مخصصة للمشروعات الخضراء مثل محطات الطاقة الشمسية، المبانى المستدامة، المركبات الكهربائية، والزراعة الذكية، لافته إلى أن هذا التحول يعزز قدرة السوق على جذب المستثمرين الدوليين، ويضع مصر ضمن الأسواق المتوافقة مع “معايير الاقتصاد الأخضر” العالمية.
وأشارت «الماحي» إلى أن التأمين الأخضر يقلل التأثيرات البيئية عبر تحفيز المؤسسات والأفراد على استخدام تقنيات وتطبيقات منخفضة الانبعاثات، وتوفير حوافز لتبنى السيارات الكهربائية، والعزل الحرارى، والتحول إلى الطاقات النظيفة، ودعم إعادة الإعمار الأخضر بعد الكوارث المناخية بطرق تقلل الأثر البيئى، لافتة إلى أن التأمين يدعم تمويل المشروعات والمبادرات الخضراء، وبشكل متزايد، حيث إن شركات التأمين لا تقتصر على تقديم التغطية، بل تشارك فى تمويل التحول الأخضر عبر الاستثمار فى السندات الخضراء، وتوفير منتجات تأمين مرتبطة بالمناخ للطاقة المتجددة، ودعم صناديق تمويل الهيدروجين الأخضر، وتحلية المياه، وإدارة المخلفات.
ومن الناحية الاقتصادية، أكدت أن التأمين الأخضر، أصبح فاعلاً مالياً وليس فقط ناقلاً للمخاطر والذى يتحقق من خلال تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة التى تخفف الضغط على ميزان المدفوعات عبر تقليل استيراد الوقود، وحماية البنية التحتية الحيوية من المخاطر المناخية، ودعم الشركات فى الامتثال للمعايير البيئية ما يجعلها أكثر قدرة على التصدير، وتحفيز الابتكار التكنولوجى فى مجالات مثل كفاءة الطاقة والمركبات الكهربائية، ولا ننسى دوره الحاسم فى جذب الاستثمار لأنه يقدم غطاءً وحماية مالية للمشروعات المستدامة التى يحمل بعضها مخاطر تشغيلية أو تكنولوجية، مشيرة إلى وجود بوليصات تأمين خضراء يساعد المستثمر على تقليل عدم اليقين المالى، وتسهيل الحصول على التمويل البنكى، وضمان استدامة المشروع على المدى الطويل، أى أن المؤسسات الاستثمارية العالمية لم تعد تمول مشاريع غير متوافقة مع معايير ESG، وبالتالى يصبح التأمين الأخضر شرطاً أساسياً للتمويل.
وقالت إن شركات التأمين، تساهم فى تعزيز الاستدامة فى المركبات والمنازل والطاقة المتجددة والتأمين ضد الكوارث المناخية، حيث تقدم الشركات مساهمة واضحة عبر برامج تأمين متخصصة مثل برامج تأمين بأسعار مخفضة للسيارات الكهربائية والهجينة، وخصومات للمركبات منخفضة الانبعاثات، وفى المنازل تدعم التحول إلى أنظمة التدفئة والتبريد الذكية، فضلاً عما تقدمه فى مجال الطاقة المتجددة من تغطيات متقدمة لمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبيوجاز، وتأمين الفقد فى الإنتاج بسبب الظروف المناخية، وفى مجال الكوارث المناخية هناك برامج Parametric Insurance للتعامل مع السيول والحرارة الشديدة والعواصف، وخطط استجابة سريعة تقلل الخسائر وتدعم إعادة الإعمار المستدام، وينتج عن كل تلك التأمينات، هو خفض أقساط التأمين نتيجة انخفاض المخاطر البيئية، وتقليل تكاليف الطاقة والصيانة للمبانى والمركبات الخضراء، وتمكين الشركات من الحصول على تصنيفات ESG أعلى مما يسهل دخولها الأسواق العالمية، وزيادة جاذبية المنتجات الخضراء للمستهلكين، و استفادة الشركات من مبادرات حكومية مثل حوافز الطاقة النظيفة.
وأشارت إلى أن أهم التحديات والفرص المستقبلية لبرامج التأمين الأخضر، والتى تكمن فى نقص البيانات المناخية الدقيقة لتسعير المنتجات، وارتفاع التكلفة الأولية للمشروعات الخضراء، والحاجة إلى كوادر متخصصة لفهم المخاطر البيئية والتكنولوجية، وضعف الوعى العام لدى بعض شرائح السوق، ولكن هناك فرص يجب أن تستغلها الشركات وهى زيادة الطلب على حلول التأمين المناخى بسبب تطرف الطقس، وعمل شراكات بين الحكومة والقطاع الخاص لإطلاق منتجات خضراء جديدة.
وكان اتحاد شركات التأمين المصرية، قد أكد أن التأمين الأخضر ينتج عنه تخفيف الخسائر المالية أثناء الأزمات المناخية، وتعزيز الأمن المالى للمشروعات الخضراء، فضلاً عن حماية الاستثمارات فى الطاقة المتجددة، حيث تقدم بعض شركات التأمين تغطية للمنشآت مثل الألواح الشمسية، مما يحمى استثمارات الأفراد فى مصادر الطاقة البديلة.
كما يشجع الأفراد والشركات على تبنى ممارسات صديقة للبيئة من خلال دمج معايير الاستدامة فى سياسات التأمين، فضلاً عن أن شركات التأمين تشترط غالباً أن تقوم المؤسسات بتطبيق إجراءات للحد من المخاطر – مثل اعتماد تقنيات موفرة للطاقة أو إدارة مستدامة لسلاسل الإمداد – حتى تكون مؤهلة للحصول على الوثائق أو خصومات على الأقساط.
كما أنه أداة مهمة لتقليل المخاطر فى الاستثمارات البيئية، مما يشجع تدفق رأس المال إلى هذه القطاعات.