رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

تأملات

أى متابع لما يجرى على صعيد الوضع فى غزة لا بد أن يلفت نظره ما يمكن اعتباره جمودا للموقف هناك أثر الاتفاق الذى تم توقيعه لوقف الحرب وبدء خطوات اليوم التالى لما بعد أكثر من عامين من عملية الإبادة التى قامت بها إسرائيل ضد السكان هناك. فكرة الجمود تكاد أن تسرى على ما هو واجب القيام به لاستكمال المرحلة الثانية من الاتفاق، حتى ليكاد يخيل للمرء أن الاتفاق مرحلة واحدة وكفى.

وإن كانت المشكلة أن وقف الحرب يبدو من جانب واحد هو حماس، حيث تقوم إسرائيل بعمليات عسكرية ضد القطاع متنوعة، صحيح أنها تختلف بقدر كبير عن تلك التى كانت قبل وقف الحرب، ولكنها تمثل استمرارا للحرب بأشكال أخرى وآخرها عملية استهداف قيادى فى حماس. يفاقم من المشكلة أن الولايات المتحدة تضع نفسها فى موضع الحكم الذى يقرر مجريات الوضع مع ما هو معروف من تحيزها لإسرائيل وهو ما يبدو فى إشارة الرئيس ترامب مثلا إلى أن بلاده ستنظر فيما كانت عملية استهداف قيادى حماس تعتبر خرقا لوقف النار أم لا وهو الأمر الذى تكرر فى مواقف سابقة كثيرة.

لعل ذلك يكشف عن جانب مهم نؤكد عليه بشأن أبعاد عملية وقف الحرب يتمثل فى أن المساعى الأمريكية لتحقيق هذا الهدف جاء بشكل رئيسى لإنقاذ إسرائيل من نفسها فى ظل تصاعد السخط الدولى سواء من شعوب أم حتى حكومات ضد عملياتها فى غزة التى كانت تمثل أكبر مجزرة بشرية تتم على مرأى من العالم فى القرن الحادى والعشرين.

فى ضوء هذه النتائج المتعلقة بتراجع العمليات العسكرية قد يرى البعض أن الحصاد فى النهاية أفضل بكثير مهما كانت التبعات، وإن كان يغيب عن هذه الرؤية رغم صحتها أنه يتم على خلفية هذا الوضع تكريس أمر واقع يتمثل فى احتلال إسرائيل لأجزاء متفرقة من قطاع غزة، وسط ظروف دولية وإقليمية تحول دون استئناف المقاومة، ما يعيد القضية الفسطينية إلى المربع صفر حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

على خلفية هذا الفهم تسعى حركة حماس إلى استئناف المفاوضات من أجل استكمال استحقاقات المرحلة الثانية رغم وطأة هذا الأمر حيث سيتم البدء فى تطبيق خطة ترامب التى وافق عليها مجلس الأمن من بدء ممارسة قوة دولية لمهامها هناك للمرة الأولى فى مسار القضية الفلسطينية، والتى أشار الرئيس الأمريكى فى حديثه بشأنها إلى أن هناك نحو 59 دولة، حسب قوله، أعربت عن استعدادها للمشاركة فيها. هذا إلى جانب أن قضايا المرحلة الثانية من المؤكد أنها ستتطرق إلى القضايا الشائكة بشأن نزع سلاح حماس الأمر الذى ترفضه الحركة وإن كانت لا تمانع فى أن تكون منفتحة وفق تصريحات قادتها على رؤى مختلفة بشأن التعامل مع هذا الأمر.

ولكن على الصعيد المقابل، فإن حماس تسعى لإحياء العديد من القضايا الحيوية المتعلقة بما بعد وقف النار مثل ملف الإعمار، وملف فتح معبر رفح ورفع الحصار بالكامل والانسحاب من قطاع غزة، وبما يضمن فى النهاية منح الفلسطينيين حقوقهم بشأن مستقبلهم.

مؤدى الرؤية التى نقدمها أن مستقبل الوضع فى غزة يتم تسويته فى العاصمة الأمريكية على نار هادئة باعتبار أن الأمور هناك لم تعد تفرض نفسها على ذات النحو الذى كانت عليه خلال فترة الحرب، ما يعنى أنه حتى لو كان هناك جمود فإنه ذلك النوع من الجمود الذى يسبق العاصفة.. نسألة السلامة من تبعاتها السلبية!

 

[email protected]