رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ديزني تدخل عالم الذكاء الاصطناعي عبر شراكة مع OpenAI

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تنتظر شركة ديزني طويلًا لتنفيذ وعود رئيسها التنفيذي بوب آيغر بشأن إدخال المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي إلى منصتها Disney+، إذ أعلنت الشركة رسميًا عن توقيع اتفاقية ترخيص تمتد لثلاث سنوات مع OpenAI، تتيح استخدام أكثر من 200 شخصية شهيرة من عالم ديزني، بما في ذلك شخصيات Star Wars وPixar وMarvel، داخل تطبيق Sora ومنصة ChatGPT.

بموجب هذه الاتفاقية، سيتمكن مستخدمو ChatGPT وSora من إنشاء صور ومقاطع فيديو تعتمد على الملكيات الفكرية الخاصة بديزني، مع إتاحة استخدام الأزياء، والإكسسوارات، والمركبات، والبيئات المرتبطة بهذه العوالم السينمائية المحبوبة.

 وتُعد هذه الخطوة واحدة من أجرأ التحركات التي تقوم بها شركة ترفيه تقليدية تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي، في وقت لا يزال الجدل محتدمًا حول حقوق الملكية الفكرية ودور الذكاء الاصطناعي في الصناعات الإبداعية.

الاتفاق يضع حدودًا واضحة لاستخدام الشخصيات، إذ لا يشمل الأصوات أو ملامح الممثلين الحقيقيين، ما يعني أن المستخدمين لن يتمكنوا من إنشاء محتوى يُحاكي الممثلين أنفسهم. على سبيل المثال، لا يمكن طلب فيديو لشخصية بلاك ويدو بصوت أو ملامح سكارليت جوهانسون، بل سيقتصر الأمر على النسخ الكرتونية أو المرسومة لشخصيات مثل بلاك بانثر، وكابتن أمريكا، ودارث فيدر، وهان سولو وغيرهم.

ومن اللافت أن ديزني تعتزم عرض مختارات مختارة من مقاطع الفيديو التي يُنشئها المعجبون باستخدام Sora على منصة Disney+، في خطوة تعكس تحولًا في نظرة الشركة إلى المحتوى الذي يصنعه الجمهور، واعترافًا بدور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل العلاقة بين الشركات العملاقة والمعجبين.

ومن المقرر أن يصبح إنشاء الصور ومقاطع الفيديو باستخدام شخصيات ديزني متاحًا لمستخدمي ChatGPT وSora بداية من أوائل عام 2026، وهو موعد يمنح الطرفين مساحة كافية لاختبار الأطر التقنية والقانونية قبل الإطلاق الواسع.

الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، وصف الاتفاقية بأنها شراكة مع “المعيار الذهبي العالمي لسرد القصص”، معتبرًا أن التعاون مع ديزني سيوسع الطرق التي يمكن للناس من خلالها الإبداع والتفاعل مع المحتوى.

 وأكد ألتمان أن الاتفاق يعكس نموذجًا جديدًا للتعاون المسؤول بين شركات الذكاء الاصطناعي وصناع المحتوى، بما يضمن الابتكار مع احترام الإبداع ووصول الأعمال إلى جماهير أوسع.

الشراكة لم تتوقف عند الترخيص فقط، إذ وافقت ديزني أيضًا على أن تصبح عميلًا رسميًا لـ OpenAI، مع خطط لاستخدام واجهات البرمجة الخاصة بالشركة في تطوير منتجات وأدوات وتجارب جديدة. 

إضافة إلى ذلك، أعلنت ديزني استثمار مليار دولار في OpenAI، مع احتفاظها بخيار شراء حصة إضافية مستقبلًا، وهو استثمار يعكس ثقة كبيرة في مستقبل الشركة، خاصة بعد إعادة هيكلتها مؤخرًا لتعمل كشركة ربحية بشكل أوضح، ما يمهد الطريق لطرح عام محتمل في البورصة خلال الفترة المقبلة.

ورغم الطابع الطموح للاتفاق، لم تمر الخطوة دون ردود فعل متباينة داخل صناعة الترفيه. نقابة كتاب أمريكا WGA أبدت اعتراضًا صريحًا، معتبرة أن الاتفاق يمنح غطاءً لاستخدام أعمال المبدعين دون ضمانات كافية، وأنه قد ينقل قيمة ما يقدمه الكتّاب إلى شركات تقنية بنت نماذجها على محتوى سابق. 

وأكدت النقابة أنها ستطلب توضيحات من ديزني حول بنود الاتفاق، خاصة فيما يتعلق باستخدام محتوى يعتمد على أعمال أعضائها.

في المقابل، اتخذت نقابة ممثلي الشاشة SAG-AFTRA موقفًا أكثر هدوءًا، مشيرة إلى أن كلًا من ديزني وOpenAI تواصلا مع النقابة وقدما تطمينات بالالتزام بالعقود والقوانين التي تحمي صورة وصوت وملامح الممثلين. وأكدت النقابة أنها ستتابع تنفيذ الاتفاق عن كثب لضمان عدم الإخلال بحقوق أعضائها.

الاتفاق بين ديزني وOpenAI يفتح فصلًا جديدًا في العلاقة بين هوليوود والذكاء الاصطناعي، ويضع نموذجًا قد تسير على خطاه شركات ترفيه أخرى. لكنه في الوقت ذاته يعيد طرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الإبداع، وحدود الاستخدام العادل، وكيف يمكن تحقيق توازن حقيقي بين الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق العاملين في الصناعات الإبداعية.