حصاد 2025.. ملف الهجرة يشتعل| ترامب يُوقف تدفق المهاجرين من دول العالم الثالث إلى واشنطن
في إطار سياسة متشددة أعاد من خلالها ملف الهجرة إلى صدارة المشهد السياسي الأميركي، تحرّكت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت شعار "استعادة السيطرة على الحدود"، مطلقة حزمة قرارات وإجراءات وُصفت بأنها الأوسع والأكثر صرامة منذ سنوات.
مرسوم رئاسي جديد يوسع حظر الدخول ليشمل دولًا عربية وأفريقية
هذه السياسات، التي شملت حملات ترحيل موسّعة وتشديد القيود على دخول مواطني عشرات الدول، أثارت جدلًا داخليًا واسعًا وموجة انتقادات دولية حادة، في مقابل دفاع جمهوري يعتبرها ضرورية لحماية الأمن القومي.
وأعلن البيت الأبيض، توقيع ترامب مرسومًا رئاسيًا جديدًا يفرض قيودًا كاملة على دخول مواطني خمس دول إضافية هي: سوريا، وجنوب السودان، وبوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، إلى جانب حظر شامل على دخول حاملي وثائق السفر الصادرة عن السلطة الفلسطينية.
كما كرس المرسوم استمرار حظر دخول مواطني 12 دولة سبق إدراجها في قرارات سابقة، من بينها إيران وليبيا واليمن والصومال والسودان وهايتي.
ولم تقتصر الإجراءات على ذلك، إذ فرض المرسوم قيودًا كاملة على دخول رعايا لاوس وسيراليون بعد أن كانتا خاضعتين لقيود جزئية، كما أضاف قيودًا جزئية على مواطني 15 دولة أخرى، معظمها في أفريقيا ومنطقة الكاريبي.
استثناءات محدودة تحت شعار حماية المصالح الأميركية
في المقابل، رفع القرار الحظر عن تأشيرات غير المهاجرين الصادرة عن تركمانستان، مع الإبقاء على تعليق دخول مواطنيها كمهاجرين، في خطوة قال البيت الأبيض إنها جاءت نتيجة “تعاون مثمر” مع واشنطن.
وأكدت الإدارة الأميركية أن المرسوم يتضمن استثناءات تشمل المقيمين الدائمين الشرعيين، وحاملي التأشيرات السارية، وبعض الفئات الخاصة مثل الدبلوماسيين والرياضيين، إضافة إلى الحالات التي يخدم دخولها “المصالح الأميركية”.
وشدد البيت الأبيض على أن هذه الإجراءات تأتي في إطار حماية أمن الولايات المتحدة، وهو محور أساسي في خطاب ترامب الانتخابي.
لغة مثيرة للجدل تعيد اتهامات العنصرية إلى الواجهة
غير أن لغة الرئيس الأميركي أثارت موجة غضب واسعة، بعد أن أعاد علنًا استخدام تعبير "الدول القذرة" في وصف بلدان ينحدر منها مهاجرون، واتهامه بعضهم بـ"تسميم دماء" المجتمع الأميركي.
تصريحات اعتبرها ديمقراطيون، بينهم السيناتور إد ماركي "دليلًا إضافيًا على أجندة عنصرية" فيما دافع عنها جمهوريون مثل النائب راندي فاين، معتبرين أن "ليست كل الثقافات متساوية" وأن ترامب "يتحدث بلغة يفهمها الأميركيون".
الهجرة بين هواجس الأمن ومخاوف الهوية الأميركية
ويرى أكاديميون أن هذا الخطاب ليس جديدًا على اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، لكن خطورته اليوم تكمن في صدوره مباشرة من البيت الأبيض.
ويؤكد خبراء في سياسات الهجرة أن حملة الترحيل الواسعة التي أُطلقت بعد عودة ترامب إلى السلطة جعلت "الجميع في دائرة الاستهداف"، بغض النظر عن وضعهم القانوني أو مساهمتهم الاقتصادية.
وبينما يربط البيت الأبيض تشديد الهجرة بالأمن ومكافحة الجريمة، يرى محللون أن توظيف الملف يرتبط أيضًا بأزمات اقتصادية وقلق اجتماعي أعمق حول هوية الولايات المتحدة ومعنى أن تكون "أميركيًا" في مرحلة تشهد انقسامات حادة داخل المجتمع.







