الجلوس لفترات طويلة يزيد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.. فكيف ذلك؟
كشفت دراسة عالمية حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة هارفارد أن الجلوس لفترات طويلة، سواء خلال ساعات العمل أو أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية، يزيد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة قد تصل إلى 40%.
وأشارت الدراسة إلى أن نمط الحياة الخامل أصبح من أبرز الأسباب التي تهدد الصحة العامة حول العالم، خصوصًا مع انتشار العمل المكتبي واعتماد الكثيرين على التكنولوجيا في مختلف جوانب الحياة اليومية.
ووفقًا لنتائج الدراسة، فإن الجلوس المتواصل لأكثر من 6 ساعات يوميًا يؤثر بشكل مباشر على قدرة الجسم على التعامل مع السكر، حيث يقلل من حساسية الخلايا للإنسولين، ما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم على المدى الطويل. وأوضح الباحثون أن قلة الحركة تُبطئ عملية حرق السعرات، وتزيد من ترسب الدهون خاصة حول البطن، وهي المنطقة الأكثر ارتباطًا بالإصابة بالسكري وأمراض القلب.
كما أكد الخبراء المشاركون أن الخطر لا يقتصر على الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن فقط، بل يمتد ليشمل الأفراد ذوي الوزن الطبيعي، إذ إن العامل الأساسي هو طول فترة الجلوس وليس الوزن وحده.
وأوضحت الدراسة أن النشاط البدني القصير مثل الوقوف أو المشي لمدة 5 دقائق كل ساعة يمكن أن يقلل تأثير الجلوس بنسبة كبيرة، ويساعد على تنظيم مستويات السكر والحفاظ على نشاط الدورة الدموية.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن الأطفال والمراهقين معرضون للخطر بشكل متزايد، بسبب قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات سواء للترفيه أو الدراسة.
وحذر الباحثون من أن هذا النمط قد يرفع نسب الإصابة بالسكري في سن مبكرة، ما ينعكس بشكل سلبي على الصحة العامة ويزيد من عبء الأمراض المزمنة في المستقبل.
وأوصى الخبراء باتباع مجموعة من السلوكيات البسيطة للحد من مخاطر الجلوس الطويل، مثل استخدام مكتب قابل للرفع للعمل واقفًا لفترات محددة، والمشي أثناء المكالمات الهاتفية، وأخذ استراحات قصيرة للحركة خلال اليوم.
كما نصحوا بالمشي السريع لمدة 20 دقيقة على الأقل يوميًا، باعتباره من أكثر الأنشطة فعالية في تحسين حساسية الإنسولين ودعم صحة القلب.
كما شددت الدراسة على دور المؤسسات في تغيير بيئة العمل، من خلال تشجيع الموظفين على الحركة وتوفير مساحات مهيأة للمشي أو التمدد. وأوضحت أن هذه الإجراءات تساهم في رفع الإنتاجية وتقليل الإرهاق، إلى جانب فوائدها الصحية