رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

انتشر فى الآونة الأخيرة الآراء المتشددة بتحريم زيارة المتحف الكبير، وكأن النظر فى تاريخ الأمم بابٌ إلى الضلال، مع أن الله تعالى دعانا صراحةً إلى السير فى الأرض والتأمّل فى آثار من سبقونا، فزيارة المتحف ليست عبادة حتى تُحرَّم، بل هى رحلة معرفة، وباب للعِبرة، والتشدد هنا ليس من الدين، بل من سوء الفهم.

فتحريم زيارة الآثار رأى غير مُستند إلى دليل صحيح، لأن الأصل فى الأشياء الإباحة، ولا ينتقل الشيء من المباح إلى الحرام إلا بنصّ صريح.

والله تعالى دعانا إلى السير فى الأرض والتأمّل فى تاريخ الأمم قبلنا:

“ أفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا…”سورة غافر من الآية (٨٢).

فهذه الآية من القرآن الكريم تدعو إلى السفر فى الأرض والنظر فى آثار الأمم السابقة ليعتبر بها الإنسان ويتعظ، وهذا هو ما يحدث بالضبط حين نزور الأماكن التاريخية: نتأمل، نتفكّر، ونتعلّم سنن الله فى خلقه.

(فالآثار ليست معبودات).

ولا أحد يذهب لها ليطلب منها نفعًا أو ضرًا.

بل هى مجرد شواهد إنسانية وحضارية، نرى فيها عظمة من بنى ونتذكّر فناء الدنيا وتقلّب الزمان.

وما دام الزائر لا يتبرّك بالحجر ولا يعتقد فيه قوة، فلا يوجد وجه للتحريم.

- وللرد على هؤلاء المتشددين وحيث إن لكل شيء ثمرة فما هى ثمار زيارة الآثار؟

* زيارة الآثار توسّع العقل.

* زيارة الآثار تفتح باب التفكّر.

* زيارة الآثار تفتح باب معرفة بتاريخنا.

* زيارة الآثارتذكّرنا بأن كل قوّة زائلة وأن البقاء لله وحده.

فكيف تُحرَّم معرفةٌ تُنير القلب وتزيد الإنسان بصيرة؟

خلاصة ذلك كله:

أن الحرام هو التعلّق بالأحجار والتبرك أو اعتقاد النفع والضر فيما لا يملك شيئًا … أما النظر إليها لأخذ العظة والاعتبار والعلم فهو عبادة قلبية لا يملكها إلا من كان ينظر بعين الفهم وقد جاء الأمر الإلهى بالنظر فى الأرض والسير.

اللهم ارزقنا بصيرةً نرى بها آياتك فى خلقك، واعتبارًا يحيى قلوبنا، واجعل نظرنا فى آثار من قبلنا بابًا لزيادة الإيمان والفهم والحكمة.

 

الأستاذة بجامعة الأزهر الشريف