دعاء مستجاب تشهده الملائكة.. أدعية جامعة للشفاء
يظل الدعاء بظهر الغيب واحدًا من أعظم أبواب الرحمة التي فتحها الله لعباده، وخاصة دعاء الشفاء للمريض، الذي تتضاعف بركته في أوقات الصفاء الروحي مثل ساعات الفجر.
وقد أكد علماء الدين أن الدعاء في هذا الوقت يُستجاب بإذن الله، لأنه وقت نزول الرحمة وشهود الملائكة.
العلاج بالقرآن.. حقيقة أكدها العلماء
يفسر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن العلاج بالقرآن هو نوع من الدعاء، والدعاء باب واسع لا حدّ له، قائلاً إن «الله الذي أحيا الموتى قادر على شفاء المرضى»، وإن الطب قد يعجز أحيانًا بينما يمنّ الله على عباده بالشفاء.
ويستشهد بقوله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام:
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}، مؤكدًا أن القرآن خطاب من الله، وكل آية فيه صالحة للدعاء والرجاء، فهو كتاب لا تنتهي عجائبه ولا يخلق من كثرة الترديد.
الأسباب والدعاء.. طريقان لا يفترقان
يشدد جمعة على ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب والدعاء؛ فالمريض يأخذ دواءه، ويلجأ إلى الله، دون اعتماد مطلق على الأسباب أو إهمالها، موضحًا أن النبي ﷺ علم الأمة أن التوكل يعني الجمع بين الفعل والدعاء، وأن ترك الأسباب جهالة، والاعتماد عليها وحدها نوع من الشرك.
ويضرب مثالاً بحديث النبي ﷺ:
«لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا».
فالطير تخرج وتبذل السبب ثم تعود برزقها، وما كانت لتُرزق لو بقيت في عشّها دون سعي.
الدعاء.. دواء الروح وطمأنينة القلب
يرى العلماء أن الدعاء ليس فقط وسيلة لطلب الشفاء، بل هو أيضًا سكينة للنفس وطمأنينة للقلب، خاصة حين يكون بظهر الغيب، إذ تدعو الملائكة للداعي بمثل ما دعا لأخيه.
أدعية جامعة لشفاء المريض
وفيما يلي باقة من الأدعية المأثورة التي يتقرب بها المسلمون إلى الله طلبًا للشفاء، ورد كثير منها في السنة النبوية أو في دعاء الصالحين:
- اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشفه أنت الشافي، لا شافي إلا أنت.
- اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية عاجلًا غير آجل.
- أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا.
- اللهم أنزل شفائك لمن مسه الضر، واجبر من أنهكه الوجع.
- رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.
- أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك (يُكرر سبع مرات).
- بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك.
- اللهم احرسه بعينك التي لا تنام، واكفه بركنك الذي لا يرام.
- يا حنان يا منان، يا ذا الجلال والإكرام، اشفِ كل مريض وتولّ أهل البلاء برحمتك.
القرآن شفاء.. ولكن لا يُغني عن الدواء
يؤكد العلماء أن القرآن شفاء، لكن سنة الله أن تجمع القلوب بين الدعاء والدواء، تمامًا كما يأخذ المريض العلاج فيعمل السبب، ويرفع يديه إلى السماء راجيًا التمام بالخير.
فالقرآن خطاب من الرحمن، والدواء سبب يسّر الله به الشفاء، والعبد يجمع بينهما دون إفراط أو تفريط.