رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

ما يجب معرفته عن أحكام عدة المرأة بعد وفاة الزوج ؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تناولت دار الإفتاء المصرية حكم عدة المرأة التي توفي عنها زوجها، موضحةً الفرق بين المرأة الحامل وغير الحامل، استنادًا إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، وإجماع الفقهاء.

 

مدة العدة للمرأة غير الحامل

أكدت دار الإفتاء، في فتواها، أن المرأة التي توفي عنها زوجها إذا كانت غير حامل، فإن عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام. ويشمل هذا كل النساء بغض النظر عن الحالة العمرية أو حالة الحيض، سواء كانت صغيرة لم تبلغ سن الحيض أو كبيرة، حاضت أو يائسة، مدخول بها أو غير مدخول بها، وجميعهن ملتزمات بهذه العدة وفق قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234].

وأوضح الإمام القرطبي في تفسيره أن هذه الآية تشمل الحرة والأمة، والصغيرة والكبيرة، والتي لم تبلغ المحيض، والتي حاضت واليائسة من المحيض، بحيث تكون العدة لجميع غير الحوامل أربعة أشهر وعشرة أيام. كما أشار الإمام ابن قدامة في كتابه "المغني" إلى أن هذا هو الإجماع بين أهل العلم على مر العصور.

 

مدة العدة للمرأة الحامل

أما إذا كانت المرأة حاملًا عند وفاة زوجها، فقد اختلف الفقهاء حول كيفية تحديد العدة. الأغلبية يرون أن عدة الحامل تنقضي بوضع الحمل، وهو ما ورد في القرآن الكريم:﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: 4].

بينما روي عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما، أن عدتها تكون بالأبعد بين وضع الحمل أو أربعة أشهر وعشرة أيام. ويبرر ذلك احتياطًاً واتباعًا لما جاء في قوله تعالى:
﴿وَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِكُنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234].

ويشير الإمام السرخسي في "المبسوط" إلى أنه في حالة الوفاة، على المرأة الحامل أن تجمع بين الحدين، أي تنقضي عدتها بوضع الحمل أو بمضي أربعة أشهر وعشرة أيام، أيهما أطول، حفاظًا على حقوق الزوج الراحل وتطبيقًا لأحكام الشرع.

 

الهدف من العدة

العدة في الشريعة الإسلامية تُعتبر فترة للتثبت والتروي بعد انتهاء الحياة الزوجية سواء بالوفاة أو الطلاق، وتهدف إلى:

الاحتياط الشرعي في معرفة نسب أي مولود محتمل.

تقدير احترام الزوج الراحل والوفاء بالحقوق.

إعطاء المرأة فترة للتأهيل النفسي والاجتماعي بعد فقد الزوج، والتفرغ للشؤون الشخصية والعائلية.

 

مما سبق نستخلص الحكم في نقاط:

المرأة غير الحامل: عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام.

المرأة الحامل: عدة الوفاة تنقضي بوضع الحمل أو بمضي أربعة أشهر وعشرة أيام، أيهما أطول.

العدة تشمل كل النساء بغض النظر عن العمر أو حالة الحيض، ما لم تكن حاملاً، وفي حالة الحمل تكون العدة بحسب وضع الجنين.

بهذه الفتوى توضح دار الإفتاء التزام المرأة بالحدود الشرعية للعدة بعد وفاة الزوج، مؤكدة أن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع الفقهاء جميعها تصب في تحديد هذه المدة لضمان الحقوق والعدالة بين الأطراف.