رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

حكم دراسة التاريخ وآثار الأمم السابقة.. الإفتاء توضح

بوابة الوفد الإلكترونية

في ردٍّ مفصّل يفتح الباب واسعًا أمام الشباب الراغبين في الالتحاق بتخصصات التاريخ والآثار، أكدت دار الإفتاء المصرية أن دراسة حضارات الأمم السابقة لا حرج فيها شرعًا، بل إن من يمارسها «مثابٌ على ذلك» لما تحمله من فوائد علمية وإيمانية، ولأنها تُمثّل وسيلة ضرورية لفهم سنن الكون وتطور الحضارات البشرية.

وجاء رد الدار عبر موقعها الرسمي على سؤال ورد إليها من شابٍ متردد بشأن مشروعية خوض هذا المجال، ليؤسس رؤية شرعية واضحة تُزيل الالتباس حول علاقة دراسة الآثار بالتعاليم الإسلامية.

 

التأمل في تاريخ الأمم

أوضحت دار الإفتاء أن القرآن الكريم والسنة النبوية حثّا المسلمين على السير في الأرض والنظر في مصائر الشعوب السابقة ومعرفة ما خلّفوه من آثار. واستشهدت الدار بقوله تعالى:﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ﴾ [العنكبوت: 20]


لتؤكد أن التعرف إلى حضارات من سبقونا جزء من رؤية الإسلام لفهم سنن الله في الكون وتاريخ الإنسان.

كما نقلت عن أئمة التفسير إشاراتهم إلى أن هذا النظر يعزّز الإيمان ويقوّي اليقين، لأن تأمّل اختلاف الأمم وتنوّعها يقود إلى إدراك عظمة الخالق وقدرته، ويمنح الإنسان وعيًا أوسع بالحياة ومسار التاريخ.

 

دراسة الآثار.. علمٌ نافع ووسيلة لفهم الحضارات

أكدت الدار أن آثار الأمم السابقة ليست مجرد مبانٍ حجرية أو نقوش، بل «سجلات حيّة» تكشف كيف عاش الإنسان، وما بلغته الحضارات المختلفة من علم ورقي، مثل حضارة المصريين القدماء والفرس والرومان. ودراسة هذه الشواهد — بحسب الدار — تعود بفائدة عظيمة على العقل والوعي، وتمكّن الباحث من تصور الماضي بشكل صحيح، ومن ثمّ الاستفادة من الدروس والعِبر.

واستشهدت الدار بقول النبي ﷺ: «الحكمة ضالّة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها»، مشيرةً إلى أن الحكمة قد تكون في تجارب الأمم السابقة، ومعارفهم، وعلومهم.

 

التماثيل والقطع الأثرية.. ما موقف الشريعة؟

وفي نقطة تُثار كثيرًا عند الحديث عن الآثار، أوضحت دار الإفتاء أن وجود التماثيل داخل المتاحف لغرض الدراسة والعلم لا يتعارض مع أحكام الشريعة، لأن العلة في تحريم التماثيل على العرب الأوائل كانت خشية أن تُتخذ للعبادة، وهو ما انتفى تمامًا في عصرنا الحاضر.

وبيّنت أن عرض تلك الآثار في المتاحف «مشروع» لأنه خالٍ من مظاهر التعظيم أو نية مضاهاة خلق الله، بل يخدم العلوم والمعرفة.

واختتمت الدار بيانها بالتأكيد على أن هذا النوع من المعرفة هو الذي يدفع الإنسانية نحو التقدم الواعي، ويصنع حضارة مستنيرة تستفيد من الماضي وتبني مستقبلًا يليق بالإنسان.