عودة ساحرة إلى أوز في فيلم Wicked: For Good
تقدّم صالات السينما هذا العام الفصل الثاني المرتقب من ملحمة Wicked عبر فيلم Wicked: For Good الذي يصل بعد خمس سنوات من النجاح الطاغي للجزء الأول عام 2024.
وتستعيد سينثيا إيريفو حضورها القوي في دور إلفابا ذات البشرة الزمردية وهي تعيش وعيها الكامل بلقبها الذي لُصق بها كـ"ساحرة الغرب الشريرة".
وتواصل أريانا غراندي تجسيد غليندا الطيبة التي تتحول تدريجيًا إلى الوجه المشرق لنظام أوز رغم فساده العميق. وتدفع القصة المشاهد إلى عالم مزدحم بالصداقة والخيانة والتمرد في رحلة تتعمق في الثمن الباهظ للحقيقة داخل منظومة قائمة على الخداع.
تعميق البعد السياسي في رؤية المخرج جون م. تشو
يعود المخرج جون م. تشو إلى مشروعه الطموح وهو يحمل رؤية أكثر قتامة واتساعًا. ويعتمد هذه المرة على قراءة سياسية جريئة تضع أوز في مواجهة واقع شديد الشبه بعالم اليوم.
وتبرز ملامح الأخبار المضللة وتصنيع الأعداء واستخدام الدعاية في صناعة الخوف بوضوح في النصف الأول من الفيلم. ويُظهر البناء البصري قدرته على محاكاة الواقع دون فقدان روح الخيال التي صنعت هوية عالم أوز.
تألق لافت في الأداء التمثيلي
تواصل سينثيا إيريفو إثبات مكانتها كأحد أكثر الأصوات قوة في السينما المعاصرة عبر أداء ينضح بالانفعال والجرأة.
وتعيد تقديم "تحدي الجاذبية" بطريقة تخطف الأنفاس. وتقدّم أريانا غراندي أداءً ناضجًا يوازن بين البريق الخارجي والانكسار الداخلي. ويُضفي حضور الثنائي طاقة كبيرة على الفيلم. ويعزز جوناثان بيلي دور فييرو بروح متمزقة. ويقدّم جيف جولدبلوم صورة ساحر غريبة الأطوار. وتمنح ميشيل يوه شخصية مدام موريبل حضورًا آسرًا يدعم ثقل الأحداث. ويضيف كل من نيساروز وبوق بعدًا عاطفيًا مهمًا في مشاهد مونشكينلاند.
إبهار بصري يرفع مستوى التجربة
تظهر مدينة الزمرد في أبهى صورها عبر لوحات بصرية متقنة تجعل الفيلم متعة حقيقية للنظر. ويتألق مشهد القرود الطائرة بتفاصيل مذهلة. وتثبت أزياء بول تازويل جدارتها بالترشح للأوسكار عبر تصاميم فاخرة تحمل خصوصية عالم أوز.
ويسهم تصوير أليس بروكس والمؤثرات البصرية في تشكيل عالم حي يطفح بالحركة والجمال.
تراجع ملحوظ في قوة النصف الثاني
يتعثر إيقاع الفيلم بشكل واضح بعد الاستراحة. وتفقد بعض الأغاني بريقها. ويظهر مشهد الإعصار بصورة مربكة تثير التساؤل حول منطق الأحداث.
وتبدو تحولات الحبكة متسرعة أحيانًا، ويأتي الختام أقل قوة مما توقعه الجمهور الذي انتظر هذا الفصل لسنوات. ويزيد الغموض حول فترة الخمس سنوات من إرباك المتابعين في تتبع نمو الشخصيات.
يقدّم فيلم Wicked: For Good عملًا جميلًا وجريئًا يمتلئ بالطموح البصري والرسائل السياسية العميقة. ويمنح المشاهدين لحظات متألقة خصوصًا بفضل أداء سينثيا إيريفو وأريانا غراندي. لكنه لا يصل في تماسكه إلى مستوى سابقه الذي رسّخ مكانته كأيقونة سينمائية. ومع ذلك يظل الفيلم تجربة لا تُفوّت لعشاق المسرح ومحبي النجمتين ولمن يؤمن بأن الأخضر يمكن أن يكون اللون الذي يغيّر كل شيء.