كواليس ندوة العدالة التعويضية لمركز الاتحاد الافريقي لإعادة الإعمار بالتعاون مع وزارة الخارجية
في إطار ريادة مصر لملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، وتزامناً مع انطلاق فعاليات النسخة الخامسة من أسبوع إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات خلال الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر 2025.
نظم مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية اليوم ندوة رفيعة المستوى بعنوان: "العدالة التعويضية والتعافي المرن للنساء والأطفال والأشخاص في الظروف الهشة".
جاء ذلك بمشاركة واسعة من مسؤولي وزارة الخارجية، وقيادات الاتحاد الإفريقي، وعدد من الخبراء الدوليين، وممثلي المجتمع المدني، والقطاع الخاص، وشركاء التنمية.
افتتاح الفعالية وترحيب الحضور
استهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة للسيدة ليباكيسو ماتيهو، الأمين التنفيذي لمركز الاتحاد الأفريقي، التي رحبت بالحضور، مؤكدة أن النسخة الخامسة من أسبوع الوعي أصبحت منصة محورية لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود بين الدول الإفريقية، مثمنةً دعم الدولة المضيفة مصر منذ تأسيس المركز عام 2023، ومعلنة أن النسخة القادمة ستكون شهراً كاملاً للوعي بدلاً من أسبوع واحد، بهدف تعزيز المشاركة وتبادل المعرفة.
وأشادت ماتيهو بدور الشركاء الدوليين والجهات المصرية المنظمة، موضحة أن برنامج اليوم يركز على جهود دعم التعافي المرن للمجتمعات الخارجة من النزاعات، وتمكين النساء والشباب، وتعزيز الحوكمة الرشيدة، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل منسق يحمي المجتمعات الهشة.
السفير محمد جاد يؤكد حرص مصر على دعم جهود السلم والأمن والتنمية في إفريقيا
كما ألقى السفير د. محمد عمر جاد، مساعد وزير الخارجية مدير إدارة المنظمات والتجمعات الأفريقية، كلمة أكد فيها حرص مصر على دعم جهود السلم والأمن والتنمية في إفريقيا، خصوصاً في الدول الخارجة من النزاعات.
وأشاد بالدور الحيوي الذي يقوم به مركز الاتحاد الأفريقي في تعزيز عمليات إعادة الإعمار، وتنسيق الجهود القارية لدعم المصالحة، وتأهيل المؤسسات الوطنية، وإعادة دمج الفئات الأكثر تأثرًا.
جلسات نقاشية: العدالة التعويضية وتمكين النساء والأطفال
شهدت الجلسات النقاشية مشاركة نخبة من الخبراء الأفارقة والدوليين، ممن تناولوا ملفات السلم والأمن، العدالة التعويضية، إعادة الإعمار، تمكين المرأة، وأوضاع الأطفال في مناطق النزاعات.
كلمة السفيرة وفاء باسيّم
أكدت السفيرة وفاء باسيّم، عضو المجلس القومي للمرأة ونائبة مصر بمجلس الأمم المتحدة لحقوق المرأة، أهمية وجود النساء على طاولة السلم وإعادة الإعمار، مشيرة إلى أن الأطفال وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للطفل هم الأكثر تضررًا في سياقات الحروب.
وشددت على ضرورة إنشاء آليات للعدالة المؤقتة داخل معسكرات النازحين، وتمكين النساء اقتصادياً ودعم مشاركتهن في صنع القرار.
مداخلة الخبير الدولي (ماتلوسا)
ثم تحدث الأستاذ الدكتور خابيلي ماتلوسا، الخبير المستقل، مشيداً باستضافة مصر لهذا الحدث المهم، وركز في كلمته على أهمية مبادرات "كتم السلاح" وخفض انتشار الأسلحة في إفريقيا، بوصفها ركيزة أساسية لترسيخ العدالة التعويضية وتحقيق السلام الدائم.
جلسات حول الحوكمة وتعزيز الأمن الإنساني
شارك أيضاً كل من السيدة خولة بنيحيى خبيرة الحوكمة، والسيدة مايا رجب رئيسة البرامج بمركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات، والدكتورة أولاجوموكي أيانديلي من مركز الشؤون العالمية، والسيدة مبولي كجيتسي سفيرة الشباب للسلام بمنطقة الجنوب الأفريقي، مؤكدين أهميةما يلي:-
تعزيز الحوكمة والإدارة الرشيدة في الدول المتضررة
تعزيز قدرات المجتمعات على التعافي
ضمان التعاون بين المؤسسات الوطنية والإقليمية
ربط الجهود الإنسانية بإستراتيجيات طويلة المدى
يسري الشرقاوي يتحدث عن دور القطاع الخاص في إعادة الإعمار
قدم الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، مداخلة موسعة خلال جلسة "الشركاء الاستراتيجيين في إعادة الإعمار والتنمية"، استعرض خلالها 15 محورًا لترسيم خريطة طريق عملية لمشاركة القطاع الخاص في مراحل ما بعد النزاعات.
وأكد الشرقاوي أن الاستثمار لا يمكن أن ينطلق دون استقرار سياسي، معتبراً الاستقرار أحد أشكال "الربح غير المباشر" الذي يحفز القطاع الخاص للتوسع في التجارة والاستثمار البيني داخل القارة.
وتناول الشرقاوي أهمية:
الاستثمار في البنية التحتية ومشروعات الشراكة مع الحكومات (PPP)
تعزيز دور مؤسسات التمويل الدولية
الاستثمار في القطاع الصحي وبناء الكوادر البشرية
خلق فرص عمل داخل المجتمعات الخارجة من النزاعات
دعم الأمن الداخلي والاستقرار المجتمعي
نقل التجربة المصرية في إدارة التمويل والتعاون الدولي
وأشاد بمشاركة نرمين الظواهري، الأمين العام للهيئة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التي أكدت خلال الجلسة التزام الوكالة المصرية بمواصلة تنفيذ برامج تدريبية وبناء قدرات لأكثر من 80 دولة إفريقية، مع التركيز على محاور المرأة والشباب والأطفال باعتبارهم الركائز الأساسية لبناء السلام.
إدارة الجلسات ومشاركة ممثلي الاتحاد الأفريقي
أدار الجلسات كل من:-
السيد عادل البدموسي، المستشار السياسي الرئيسي لبناء السلام
السيد تامر عزام، منسق البرنامج بالمركز
السيد علي سعيد علي، كبير مسؤولي نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج
وتخللت الفعالية مداخلات من ممثلي دول إفريقية بينها رواندا والصومال وليبيريا، الذين استعرضوا تجارب بلدانهم في مواجهة آثار النزاعات، وإعادة بناء المجتمعات المتضررة.
المستشار شريف شارلي يوجه الدعوة لجميع الحضور لزيارة المتحف المصري الكبير
وقد اختُتمت الندوة بتأملات ختامية قدمها كل من السيدة ليباكيسو ماتيهو والمستشار شريف شارلي من وزارة الخارجية المصرية، الذي وجّه الدعوة لجميع الحضور لزيارة المتحف المصري وإجراء جولة سياحية في القاهرة.
كما أُعلن عن استمرار فعاليات الأسبوع غداً وبعد غد، بما في ذلك معرض خاص وعدد من الأنشطة التفاعلية، بالإضافة إلى حضور دبلوماسي رفيع المستوى يوم السبت.
الحضور
شهدت الندوة رفيعة المستوى التي نظمها المركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع بالقاهرة، مشاركة واسعة من المسؤولين والخبراء.
حيث حضر الفعالية كلاً من السيدة ليباكيسو ماتيهو الأمين التنفيذي للمركز، والسفير الدكتور محمد جاد من وزارة الخارجية المصرية، إلى جانب نخبة من المتحدثين شملت السفيرتين وفاء باسيم ونرمين الظواهري، والدكتور يسري الشرقاوي رئيس رابطة رجال الأعمال المصريين الأفارقة، وعدد من الخبراء الدوليين والمحليين مثل الدكتورة أولاجوموكي أيانديلي، والأستاذ الدكتور خابيلي ماتلوسا، والسيدة خولة بنيحيى، والسيدة مايا رجب، والسيدة مبولي كجيتسي. كما أدار الجلسات كل من السيد عادل البدموسي، والسيد تامر عزام، والسيد علي سعيد علي، واختتمت المتحدثون بالمستشار شريف شارلي من الخارجية المصرية.
مصر.. وريادة مستمرة في ملف إعادة الإعمار
جسدت فعاليات اليوم تأكيدًا جديدًا على الريادة المصرية في ملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، المتسق مع رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم الأمن والسلام في القارة، وتعزيز قدرات الاتحاد الأفريقي على بناء مستقبل أكثر استقرارًا لشعوبها.







