هل يجب قضاء الزكاة عن السنوات الماضية؟.. الإفتاء توضح
زكاة المال فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، وهي حقٌّ واجب في مال المسلم متى اكتملت شروطها، وقد يمرّ بعض الناس بسنوات لم يُخرجوا فيها الزكاة، إمّا لعدم علمهم بوجوبها، أو لظنّهم أن أموالهم لا تبلغ النصاب، ثم يكتشفون بعد ذلك وجوب الأداء. وهنا يثور التساؤل: هل يجب قضاء الزكاة عن السنوات الماضية؟
قضاء الزكاة المتراكمة واجبٌ شرعًا
أكّدت دار الإفتاء المصرية في فتاويها أن المسلم إذا بلغ ماله النصاب، وحال عليه الحول، وكان زائدًا عن حاجاته الأصلية وحاجات من يعول، فإن الزكاة تجب عليه فور اكتمال تلك الشروط.
وإذا ترك إخراج الزكاة لسنوات بسبب الجهل بالحكم، ثم علم فيما بعد، فإنه يجب عليه فوريًّا إخراج الزكاة عن جميع الأعوام الماضية دون تأخير.
ويستند هذا الحكم إلى قاعدة شرعية راسخة، وهي أن الجهل لا يسقط الواجب، وأن حقوق العباد –ومنها حق الفقراء في أموال الأغنياء– لا تسقط بمرور الزمن.
الأدلة الشرعية المعتمدة
قول الله تعالى:﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾— سورة البقرة
الإجماع الفقهي على أن الزكاة دين في ذمة المكلّف، فإذا لم يخرجها بقيت واجبة حتى يؤديها، وهو ما قرّره جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة.
فتاوى دار الإفتاء المصرية التي تؤكّد أن الزكاة لا تسقط بالجهل بها، بل تُقضى متى علِم المكلّف بوجوبها.
كيفية حساب الزكاة عن السنوات الفائتة
توضح دار الإفتاء أنه يجب على الشخص أن يُقدّر مقدار الزكاة الواجبة في كل عام على حسب المال الذي كان يملكه وقتها.
وإن تعذر عليه معرفة الرقم بدقّة، فإنه يجتهد قدر المستطاع ويُخرج ما يغلب على ظنه أنه يُبرئ ذمته، لأن المقصود هو أداء الحق الواجب.
التوبة والعمل الصالح
تشير الفتوى إلى أن من تهاون في أداء الزكاة ثم علم بوجوبها وأخرجها، فإنه يكون بذلك قد أدّى ما عليه، ويُرجى له الثواب بإذن الله، خاصة إذا صاحب ذلك ندمٌ على التقصير وعزيمة على عدم التأخير مستقبلًا.