ترامب وإنفانتينو.. تحالف سياسي ورياضي في خدمة مونديال 2026
يعكس الاجتماع الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس الفيفا جاني إنفانتينو في البيت الأبيض أكثر من مجرد تنسيق لوجستي يتعلق ببطولة كأس العالم 2026؛ إذ يرى محللون أن العلاقة الوثيقة بين الطرفين أصبحت أحد أبرز محركات التعاون الرياضي بين الولايات المتحدة والاتحاد الدولي لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة.
فمنذ إعلان فوز ملف أميركا الشمالية باستضافة البطولة، ظهر ترامب داعمًا قويًا للمشروع، بل واعتبره فرصة لتعزيز مكانة الولايات المتحدة عالميًا. وقد ظهر ذلك جليًا خلال اللقاء الأخير، حيث ظهر الطرفان جنبًا إلى جنب في المكتب البيضاوي للإعلان عن آلية “فيفا باس” الخاصة بتسريع التأشيرات لحاملي تذاكر المباريات.
وترتبط خطوات الإدارة الأميركية اليوم برغبة واضحة في تقديم نسخة استثنائية من كأس العالم، لا تقل مستوى عن المونديالات السابقة، بل وتسعى لتكون نقطة تحول في صورة الولايات المتحدة كوجهة رياضية عالمية.
ويؤكد مراقبون أن ترامب يتعامل مع البطولة كملف استراتيجي، خاصة أن الولايات المتحدة ستستضيف العدد الأكبر من المباريات بواقع 78 مباراة.
أما إنفانتينو، الذي لطالما تحدث عن علاقته القوية بترامب، فيبدو حريصًا على تعزيز التعاون مع واشنطن لضمان سلاسة تنظيم البطولة، خصوصًا في ظل التوقعات بارتفاع عدد الزوار إلى مستويات غير مسبوقة.
وقد أشاد خلال اللقاء بجهود الإدارة الأميركية، معتبرًا أن “فيفا باس” سيمنح المشجعين من مختلف الدول فرصة للعبور بسهولة، وهو ما سينعكس إيجابًا على نجاح البطولة ككل.
ومع ذلك، لا تخلو هذه العلاقة من الجدل، إذ يرى البعض أن تقارب إنفانتينو مع ترامب قد يثير تساؤلات لدى بعض الدول، خاصة في ظل السياسة الصارمة تجاه الهجرة والإجراءات الأمنية المشددة. كما أن تصريحات ترامب السابقة حول إمكانية نقل المباريات من المدن التي تشهد اضطرابات أمنية أثارت مخاوف واسعة قبل أن يوضح الفيفا أن ذلك لن يؤثر على الخطة الأساسية.
وبينما يستعد العالم لنسخة تاريخية من كأس العالم، يبرز التعاون بين ترامب وإنفانتينو كعنصر رئيسي في التحضير لهذا الحدث، حيث يتقاطع الرياضي بالسياسي في واحدة من أكبر التظاهرات العالمية المنتظرة.